لمناسبة اليوم العالمي للسكان (لنجعل العالم مكاناً أفضل لنا ولأطفالنا )
بقلم : علي فهد ياسين
العودة الى صفحة المقالات

يحتفل العالم في الحادي عشر من تموز من كل عام باليوم العالمي للسكان ,بعد أن أوصى مجلس ادارة برنامج الأمم المتحدة الأنمائي بذلك في العام 1989 عطفاً على هذا التأريخ من العام 1987 الذي بلغ تعداد سكان العالم فيه الى خمسة مليارات ,وكان المليار الأول مؤرخاً في نهاية القرن الثامن عشر والمليار الثاني وصله تعداد البشرية في العام 1927 ,أما المليار السابع فقد سجلت طفلة يمنية مولودة في الثانية الاولى من يوم الحادي والثلاثين من أكتوبر عام 2011 ,ترتيب الأصفار النهائي فيه ,والمفارقة أن تكون أختها التوأم القادمة للحياة في ثوانِ بعدها ,الرقم واحد في المليار الثامن للبشرية .
كان شعار الاحتفال هذا العام (لنجعل العالم مكاناً افضل لنا ولأطفالنا ) , وقد أختير موضوع الأحتفال بعناية ليخدم الشعار الرئيسي لهذا العام فكان (اِتاحة خدمات الصحة النجابية للجميع ) لما له من تأثير كبير على حياة البشر في البلدان الأكثر فقراً في العالم ,حيث اعلن الدكتور بابا توندي المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان , أن هناك 800 أِمراة على مستوى العالم تموت يومياً أثناء الحمل والولادة وأن هناك مايفوق ال200 مليون أِمراة غير قادرة على الحصول على وسائل منع الحمل الحديثة , وقد كان الأمين العام للأمم المتحدة دقيقاً في كلمته بالمناسبة حين اشار الى (ضرورة بذل الجهود لسد الفجوة بين الطلب على رعايةالصحةالانجابية وماهو متاح منها ) ,
لاشك بأن النمو المضطرد لسكان العالم ناجمُ عن الفرق بين الولادات والوفيات ,وهو القياس المستند على الأحصاء المعتمد في البلدان رغم أختلافات آلياتها وبرامجها العلمية لأغراض خططها لبناء المجتمعات , وهو أعتماداً على ذلك, سيكون مختلفاً بأختلاف المناهج والأهداف والأمكانات ,وهو تاسيساً على ذلك , مختلف بالنتائج بين دولِ تعمل على الأستفادة منه أيجابياَ وأُخرى تعتمده لتنفيذ أجندات السلطات الحاكمة فيها خدمةً لمصالحها.
تعتمد البلدان عللى مؤسساتها البحثية في أحصاءاتِ دقيقة ومفيدة للتخطيط الأِنمائي , لتوفر أرقاماً عن حجم السكان وتوزيعاتهم الحضرية والقروية ومتوسط الأعمار ونسب القيد في المدارس وجداول العمل والبطالة ومستوى الخدمات وبرامج التأهيل وكفاءة الأدارات وبرامج الأسكان والصحة والثقافة وغيرها من خطوط رسم أقرب لوحة للواقع المعاش ,كي تعتمد خططاً مستقبلية لزيادة الكفاءة ونسب عالية من الأنسجام بين أفرعها لخدمة الهدف العام .
في دراسة أِحصائية أصدرها (المعهد الألماني للتطور الديموغرافي للشعوب ) أستنتج القائمون عليها ,أن آسيا وأفريقيا حققتا أعلى المعدلات للنمو السكاني في العالم , فبينما تراجعت معدلات الخصوبة في أوربا الى أقل من طفلين لكل سيدة ,كانت معدلاتها في وسط الجنوب الأفريقي يصل الى سبعة أطفال لكل سيدة ,ولأن الدول تعتمد على الأحصاءات العلمية لتوفير الخدمات والتخطيط لمناهج المستقبل لبلدانها , فأن دقة الأحصاءات وقربها من تمثيل الواقع توفر الضمان لنجاح البرامج الحكومية لخدمة المجتمعات ,وعلى ذلك توصل المعهد المذكور الى أن مستويات الخصوبة في المانيا تؤكد على تراجع عدد السكان في المانيا الى (75) مليون في العام (2050) بينما معدلات الخصوبة في أثيوبيا سيرتفع على أساسها سكان البلاد الى (145) مليون ,والسؤال هنا هل سيتوفر في أثيوبيا برنامج لخدمة السكان كما هو في المانيا في العام (2050)!
أما نحن في العراق فأننا غائبون عن التخطيط ورعاية السكان والأحتفال بيومهم المعلن عالمياً من أكبر مؤسسة تعنى بهذه المناسبة , وكلنا نعرف أن المعتمد في (مؤسساتنا التخطيطية ) احصاءان نفذا في عامي 1947 و1957 وكلاهما قبل ثورة تموز ,وقد نفذ نظام البعث أِحصاءاً في العام 1987 كانت أغراضه معروفة ليست للتخطيط لبناء البلاد بل لآغراضِ أمنية ,وبعد التغيير وسقوط الدكتاتورية البعثية القذرة ,لم يتفق الفرقاء (الوطنيون !) على موعدِ للأحصاء خدمةً لأجنداتهم المتقاطعة منذ عقدِ من السنين ,وبدلاً من أن يعتمدوا التخطيط لخدمةِ شعبهم , أعتمدوا التخطيط لعرقلة كل مال ينفع الشعب تنفيذا لأجنداتهم التي وفرت لهم المنافع والأمتيازات التي أمتلئت منها أرصدتهم الخارجية بالسحت وفاحت بسببها روائح العفن المالي الذي زكم الأنوف .
لم يحتفل البرلمان العراقي ولا الوزارات المعنية بالحدث ولااحزاب السلطة المتنفذة بيوم السكان العالمي , لالشيئ سوى أن هؤلاء غير معنيين أصلاً بسكان العراق , هم معنيون بمنتسبي أحزابهم ومسانديهم , وهؤلاء مهما تناسلوا لايمكن أن يشكلوا نسبةً أكبر من الشعب الذي أوصلهم الى مواقع السلطة التي يعتمدوها لتنفيذ أجنداتهم الخادمة لمصالحهم الشخصية ومصالح تنظيماتهم السياسية , وعلى ذلك فان يوم السكان العالمي الذي تحتفل به البلدان الغنية منها والفقيرة هو فضيحة جديدة لأداء المتنفذين في العراق حين تكون شعاراته وأهدافه بعيدة تماماً عن برامجهم وأهدافهم.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 11-07-2012     عدد القراء :  1652       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced