السيدة سعاد حبه في ذمة الخلود
ودعت هذه الدنيا صباح يوم الجمعة المصادف 13/ 7/ 2012 في بغداد السيدة سعاد محمد حسن حبه، قرينة المرحوم الدكتور حسين الوردي ووالدة السيد علي الوردي إثر مرض عضال وعن عمر يقارب الثمانين. والفقيدة هي شقيقة كل من المرحومة شعاع حبه والمربية فخرية حبه والمحامي قاسم حبه والاستاذة المرحومة فوزية حبه والحقوقية ناهدة حبه والاقتصادية وديعة حبه والفنان عبدالله حبه والكاتب عادل حبه والدكتور الجراح فيصل حبه والدكتور زيد حبه.
صورة الفقيدة الأولى من اليسار وقرينها الأول من اليمين ونجلهما علي وشقيقها عادل حبه وزوجته
ومنذ باكورة شبابها ساهمت في النشاطالاجتماعي والفني ثم السياسي، حيث كانت من أوائل النساء العراقيات اللاتي شاركن في النشاط الفني المسرحي وتحت إشراف المخرج البارز جاسم العبودي وجعفر السعدي. فقامت بالدور النسائي الأول في مسرحية "الحقيقة ماتت" لعمانوئيل روبلس في النصف الأول من عقد الخمسينيات والتي كانت من أخراج المخرج جاسم العبودي. كما ساهمت في مسرحيات أخرى أخرجت في معهد النون الجميلة ومنها مسرحية "شهرزاد" مع الفنان وجيه عبد الغني.
مسرحية "الحقيقة ماتت" من تأليف عمانوئيل روبلس واخراج جاسم العبودي. الفقيدة سعاد حبه في الصورة في الصف العلوي وإلى يمينها المخرج جاسم العبودي وعددمن الفنانين العراقيين
وبعد ثورة تموز عام 1958 ظلت على صلة بالوسط المسرحي ولكنها انغمرت في النشاط السياسي، حيث انخرطت في صفوف الحزب الشيوعي العراقي بعيد الثورة مباشرة. كما ساهمت بنشاط في النشاط المهني وخاصة في رابطة الدفاع عن حقوق المرأة. ولقد عرفها المحيطون بها بجديتها وتفانيها في خدمة الشعب والفئات المحرومة من ابناء الشعب العراقي. وكانت تقوم بواجباتها الحزبية والمهنية في أزقة الفئات المحرومة من المجتمع. وفي عام 1962 اقترنت بالمرحوم والمناضل الشيوعي الدكتور حسين الوردي وأنجبا أبنهم الوحيد علي الوردي.
المهداوي وماجد أمين مع ممثلين عراقيين بعد ثورة تموز عام 1958
في الوسط سعاد حبه
تبدو سعاد حبه في الصورة مع المهداوي ويوسف العاني وسامي عبدالحميد ويوسف جرجيس وزينب وناهدة الرماح وازادوهي وتقف وديعة من اليمين وراء الطفل حامل الكتاب وانا مع منير امير مع الجالسين وفي الخلف ابراهيم جلال واسماعيل الشيخلي وعبدالواحد يلبس السدارة
لقد ساهمت الفقيدة في جذب أوساط واسعة من النساء العراقيات في صفوف الحركة النسائية وفي صفوف الحركة الديمقراطية العراقية وذلك من أجل صيانة المكسب الكبير الذي حققه الشعب العراقي المتمثل بثورة 14 تموز أزاء الهجمة الشرسة التي كانت تتعرض لها. وهاهي تفارقنا في عشية ذكرى هذه الثورة المجيدة. وبسبب تمسكها بهذا المكسب الكبير ساهمت مع زوجها في التصدي لانقلاب شباط الفاشي في عام 1963، وكانت في عداد من شارك في المقاومة التي جرت في حي باب الشيخ في بغداد، مما اضطرها بعد حين إلى الاختفاء جراء أعمال القتل والمجازر التي لحقت بالوطنيين على يد الانقلابيين، وبعد فصلها من وظيفتها في شركة التأمين الوطنية. وساهمت بعد الانقلاب في جمع ما تبقى من التنظيمات الحزبية السرية، وساهمت لمدة أربع سنوات في مشاق العمل السري الذي فرض على الحزب الشيوعي العراقي آنذاك. هذا النشاط أهلها لتولي مهمات حساسة وتبوء مواقع ضمن الكادر المتقدم للحزب في منظمة بغداد. وعادت إلى وظيفتها بعد عام 1968، وشاركت في مواجهة الهجمات الشرسة المتكررة ضد الحزب من قبل سلطة انقلاب تموز عام 1968. وبعد عام 1973 نشطت في إطار منظمة بغداد لتختار مندوبة عن منظمتها إلى المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي العراقي. ولكن سرعان ما عاد التفرعن والاستبداد ليصبح ديدن سلطة البعث في التعامل مع الحركات السياسية العراقية، واضطرت إلى الاختفاء من جديد بعد اعتقال ابنها الشاب في بادية 1980.
لقد عرفت الفقيدة العزيزة سعاد حبه بحبها للجميع وببساطتها ودماثة أخلاقها وكرمها وحسن معشرها، وهذا ما أكسبها الشعبية والاحترام. نامي بسلام أيتها الفقيدة العزيزة أم علي في مثواك الأخير، ولتبقى ذكراك ونشاطك وحبك لهذا الوطن والشعب حية في ضمير محبيك، ومثار إلهام ومصدر قوة لكل من يسعى إلى أخراج هذا البلد العزيز من دوامة العبث. لك كل حبنا ، وللعزيز علاوي وأحفادك ولكل مقربيك ولرفاقك وأصدقائك كل آيات الصبر والسلوان.
آل الفقيد
سعاد محمد حسن حبه
كتب بتأريخ : السبت 14-07-2012
عدد القراء : 2517
عدد التعليقات : 0