نســــاء ذي قـــار الأكثر تــــضرّراً من انـــقطاع الكهربــــاء
بقلم :
العودة الى صفحة المقالات


رغم أن مكابدات المواطنين من جراء انقطاع التيار الكهربائي تكاد تكون شاملة  وتطول معظم العراقيين من كلا الجنسين، إلا أن تفاصيل المعاناة المنزلية  للأسرة العراقية تشير إلى أن النساء الأكثر معاناة منها، كونها الشريحة  المحكوم عليها بملازمة المنزل طوال الليل والنهار، إضافة إلى أنها مطالبة  بإنجاز الأعمال المنزلية التي يتطلب بعضها توفر التيار الكهربائي، وهو ما  حرمها من الاستمتاع بالساعات القليلة التي تتوفر فيها الكهرباء.

و تقول نعيمة عبد الرضا (50 عاما)، في حديثها لـ"المدى": إن معاناة المرأة من جراء انقطاع الكهرباء تفوق معاناة الرجل بكثير، مشيرة إلى أن "انقطاع الكهرباء أشد وطأة على المرأة منه على الرجل فالرجل حين ينقطع التيار الكهربائي عن المنزل يمكنه الخروج إلى الشارع أو الجلوس في المقهى".
وتنبه عبد الرضا إلى أن "وضع الرجل الاجتماعي يتيح له التحرر من بعض ملابسه والبقاء شبه عار في المنزل ،أما المرأة لاسيما في المنازل التي تسكنها أكثر من عائلة واحدة، فهي لا تتمكن حتى من التحرر من الحجاب، ناهيك عن بقية الملابس التي تتطلبها الحشمة والالتزامات الاجتماعية وهذا ما يجعل الحياة لا تطاق وخاصة عندما تكون بمواجهة نار المطبخ عند ساعات الظهيرة".
وغالبا ما تحرم المساكن في مراكز مدن محافظة ذي قار من جزء كبير من حصتها المقررة ضمن برنامج القطع المبرمج وهو ساعتان ونصف الساعة كهرباء مقابل ثلاث ساعات ونصف قطع، بسبب انهيار خطوط الشبكة الكهربائية وانصهار الخطوط الناقلة وعطب المحولات الناجم عن الأحمال الفائقة التي باتت المنظومة الكهربائية لا تستوعبها بالكامل بفعل التقادم حيث يعود إنشاء بعض مفاصل المنظومة المذكورة إلى ستينات القرن الماضي.
من جانبها، تشير رجاء محمد الأزرقي إلى أن مشكلة انقطاع الكهرباء أخذت تواجه المرأة في جميع مفاصل الحياة، بدءاً من المطبخ ودراسة الأولاد وانتهاء براحة الأسرة واستقرار الحياة الزوجية.
وتضيف "الانقطاع المتكرر للكهرباء أثر سلبا حتى على نوعية الطعام الذي تقدمه ربة البيت لأسرتها"، مشيرة إلى أن "ما يتعرض له دخل الأسرة من استنزاف وخسائر مادية جراء تلف الأطعمة والخضراوات وعطب الأجهزة الكهربائية نتيجة كثرة الانقطاعات في المنظومة الكهربائية".وتلفت الأزرقي إلى أنها وفي كثير من الأحيان تضطر إلى تأخير تقديم وجبة الطعام لأسرتها  بسبب انقطاع الكهرباء لاسيما في الوجبات التي تتطلب استخدام الفرن الكهربائي والخلاط وأجهزة التبريد.
وتابعت بالقول: إن انقطاع الكهرباء جعل من المرأة في سباق دائم مع الوقت لانجاز الأعمال المنزلية التي تتطلب توفر الطاقة كغسيل وكي الملابس وتهيئة مستلزمات المطبخ وملء خزان الماء، ما يحرمها من وقت للراحة والقيلولة في وقت توفر الكهرباء.
وتؤكد الأزرقي أن "هذا أخذ ينعكس سلبا على الحالة النفسية للمرأة وبالتالي على مجمل حياتها الأسرية والزوجية".
بدورها تقول أم أحمد وهي تصف مكابداتها اليومية وصراعها المتواصل مع الكهرباء: "لقد تحولت بيوتنا إلى قبور لدفن الأحياء بسبب انقطاع الكهرباء"، في إشارة إلى دارها الضيقة التي ترتفع فيها درجات الحرارة إلى ما يزيد على 50 درجة مئوية في ذروة الصيف.
وأضافت المرأة الأربعينية وهي تجفف ما تفصد على جبينها من حبات العرق، "ما يزيد من معاناتنا هو توجع وتململ الأطفال وبكاؤهم المستمر من شدة الحر، وهذا ما يجعلنا في حيرة من أمرنا، فبيوتنا هي الأخرى ضيقة وتفتقر حتى إلى فسحة صغيرة للتهوية".
وأردفت أم أحمد "كما أن معظم النساء في الأحياء الشعبية لا يجرؤون حتى على فتح أبواب دورهن أو نوافذها الخارجية لغرض التهوية في ظل هيمنة الأعراف والتقاليد كون ذلك يدخل المرأة في إطار السلوك غير المألوف الذي يستحق التأنيب".


المدى/حسين العامل

  كتب بتأريخ :  الأحد 15-07-2012     عدد القراء :  1574       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced