الإصلاح...تلك المفردة السائبة
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

اطلقت خيولي في امتحان ضراوة اللغة لكي أخفف من غلواء المفردات الجامحة، ولكي أفلح في شكم لجام مفردة هاربة من ذاكرتي، وجدت مفردة الإصلاح أكثرها نفورا من لجام التمرد البشري، حيث أنها لا تتطابق مع الذات الإنسانية التي تسعى بكل جبروتها، إلى شق أنهر التواصل مع الجميع من اجل أن يرتقي الإنسان بأخيه الإنسان، ومفردة الإصلاح في طبيعتها مفردة سياسيه لهذا لم يكن سؤال ابنتي عن معناها سؤال ساذج،  مادامت السياسة في بلادنا عاقرة، لأنها لا تستطيع أن تقلم أظفار من يتعاطونها في كل الظروف والأحوال، والسياسة في بلادنا يا ابنتي لا تعدو أكثر من منقوع في ريق البدو السذج من أمثالنا، وإلا بماذا تفسرين كل هذا التوهان في لجة ما تسمى في بلادنا بالسياسة؟؟ فأقدام السياسة في بلادنا تسير على جرف الزمن المتمرد، حيث أنها تبدأ من فترة الرضاعة حتى شيخوختها وهي تبحث عن الاطمئنان،
أطلقت خيولي في امتحان ضراوة اللغة، لكي أخفف من غلواء المفردات الجامحة، ولكنني يا ابنتي أخفقت بذلك، حيث أن بعض المفردات تجاوزت في تدجينها وطبيعة أختبارها كل مختبرات اللغة، وضاعت بين وعود الحكام وهوس السياسيين على حد سواء، وقد لاكوها بأفواههم حتى اصبحت بدون معنى، والإصلاح واحدة من هذه المفردات، حيث أنها أصبحت مفردة الزمن العراقي المر، وليس هناك من معترض عليها، مادامت في نوايا من يرددها الخير للصالح العام، ولكن تكمن خطورة ومأساة هذه المفردة يا ابنتي، عندما يرددها الحكام والمعارضون لسياسة الحكام على حد سواء، الحكام يبتغون من خلالها تخدير الضمير الشعبي العام، وهم لا يدرون من أن هذا التوهم لا ينطلي إلا على السذج من أبناء الشعب، وإلا منْ يجيب على سؤال، منْ هو المسؤول عن الخراب الذي يستدعي الإصلاح اذا لم يكن الحكام انفسهم؟؟ أما المعارضون فأنهم يبحثون عن كينونة ذاتهم في هذه المفردة، وإلا ما معنى وجود تمثيلهم في حكومة يسعون إلى إصلاحها؟؟ وما هو دور وزرائهم في العملية المسمى بالإصلاح؟؟ ولكي نقطع دابر هذا الجدل الذي بلا معنى، على حكامنا أن يطرحوا شيئا أخر غير الإصلاح
أطلقت خيولي في امتحان ضراوة اللغة، ونثرت تفاصيل حيرتي على عيون خيولي، فلم أجد غير مفردة التغيير قادرة على خلق ما هو جديد، لأن الإصلاح مفردة سائبة لا تفي بشيء، هي علكة رديئة يلوكها حكامنا ومعارضوهم الذين يشتركون معهم في الحكم.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 17-07-2012     عدد القراء :  1624       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced