(1)
يتصلصل بروحك هاجس اليأس..وتنام على وسادتك كل كوابيس الحزن..كأن مدارات الفرح البشري تقطعت بها السبل، وربما هي كذلك!! أو هكذا تراءى لك في غفلة من تفاؤلك، أنت الحالم بوطن من رائحة البنفسج، والغارق حد أذنيك بتفاصيل حبك له، حيث الشمال وحيث الجنوب، فقد تماهت مع روحك باسقات النخيل، مثلما تماهى معها جمال الجبال الراسيات، ويوم (بعدنا عن النخل)، كان هذا الوطن متشابكا مع رموش عينيك، تحاذر أن ترمش كي لا يسقط،...إلى متى؟
(2)
يتصلصل بروحك هاجس اليأس...وتنام على وسادتك كل كوابيس الحزن، كأن ألوان الكون الراقصة قد احترقت، وربما هي كذلك !!، لاسيما وأنت ترى تهشم تلك الأمال، كتدحرج صخرة من عل، لهذا تسرب الارتياب إلى خلاياك، ارتياب بأقوال الحكام، ارتياب بمشاريعهم، ارتياب بنواياهم، ارتياب بنزاهتهم، ارتياب حتى بصدى ضحكاتهم، لأنهم فقدوا الصدق حتى عندما ينظرون إلى الوردة، ...إلى متى؟
(3)
يتصلصل بروحك هاجس اليأس..وتنام على وسادتك كل كوابيس الحزن، كأن زقزقة العصافير جفت أنغامها، وربما هي كذلك!! مادام شبح بحر التوهان بدأت ملامحه تنسج خيوطها، وليس سوى أن يطبق فكيه على الواقف عند شفاه، في اللحظة المناسبة والفعل المناسب، اللحظة المناسبة يبدو أنها تحث الخطى، والفعل المناسب هيأ له حكامنا كل مستلزماته، من افتعال الاختلاف، إلى تفعيل الخلاف، ومن قوائم الاتهامات إلى بيانات السرقات، كل شئ من أجل التوهان، وكأنه أصبح شعار حكامنا، يفطرون على مفرداته صباحا، وينامون على تفاصيل حكاياته مساء، ...إلى متى؟
(4)
يتصلصل بروحك هاجس اليأس..وتنام على وسادتك كل كوابيس الحزن، مادام عراقك يقف بكل تاريخه عند شفا التوهان، وليس سوى دفعة من أصابع الحكام، كي يسقط في بحر التوهان، ليس سوى ايادي الحكام منْ جرجرت الوطن، بسلاسل من الأنانية الحزبية والتفرد بالحكم والاستحواذ على السلطة، وعدم محاسبة السراق، وما أكثر السرقات!!، والفلتان الأمني، وما أوسع مدارات القتل!!...إلى متى؟
(5)
يتصلصل بروحك هاجس اليأس، فتحاول أن تبعده من أن يفُخر..وتنام على وسادتك كوابيس الحزن، فتحاول أن ترسم ابتسامة فرح على جفنيك، وأنت تستعيد إلى روحك ذلك التحدي الذي زرعه نيتشه بين عينيك ( حزانى / كما الخيول / أليس ظلنا يرقص إلى أعلى إلى أسفل؟ / فليقودونا إلى الشمس....ضد الشمس)
كتب بتأريخ : الخميس 16-08-2012
عدد القراء : 1576
عدد التعليقات : 0