صفرٌ...في مادة الديمقراطية
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

تتوحش الغربة في روحي، فأضطر لاستضافة شمس كآباتي المتوالية، وأمنح الليل هدوء القتله المحترفين،  مثلما أمنحه صخب جزمات الجنود السذج، كي يستريح على دكة  أحزاني، كل هيجان الفرح الأسود، ذلك الذي توهمته الروح يوما، عندما حدث الذي اعتقدناه سيأتي بالجديد، وأي جديد جاء؟ كل شئ يبدو أعادة لما كان موجودا، وكأن السلف يستعيد تنفسه في أكثر من واجهة للتخلف، بفضل حرصهم على تقليده بشكل أعمى، لهذا يتبادر إلى الذهن سؤال، هل هم بدائل لسلفهم أم رغبة في تقليده؟ ففي كل يوم لنا صولة، وفي كل ساعة لنا محنة، وليس هناك من حل لما يجري من دمار وقتل ونهب، ورغم ارتفاع موجات الاستنكار، إلا أن المعنيين بالأمر كأنما أصابهم وقرٌ، وكأن كل ما يجري في وطننا، يجري في وطن بعيد عنا الالاف من الأميال، لهذا لم يشغلوا بالهم بما يجري به، وما يتعرض له من أزمات.
تتوحش الغربة في روحي، فأضطر لاستضافة شمس كآباتي، ليس حبا في الكآبة، وليس احتراما لهدوء الليل، بل لأنني ما عدت أطيق عنجهية حكامنا، كل بلدان العالم الذين لهم علاقة باحترام حقوق الإنسان، يرسلون إشعارا بما يقومون به قبل أيام اتجاه أي شخص أو مؤسسة، لديهم ملاحظات على عملها، وإذا لم يلتزموا بما تم التنبهه به، يتخذ بحقهم أجراء يتم تبليغهم به قبل الأوان،  ويبدو أننا بحاجة إلى أكثر من طبيب نفسي، كي يوضح لنا حالة حكامنا النفسية، والتي هي لا تتعدى حالة سلفهم في الحكم، والمضحك المبكي كانوا يصفونه بها، فكيف سمحوا لأنفسهم أن يتصفوا بها؟؟ لهذا كان هجومهم الأخير على النوادي الاجتماعية والثقافية ليلا، ما هو إلا تعبيرٌ عن فضح زيفهم في أدعاء الديمقراطية، لهذا منحهم التاريخ وقبله الشعب العراقي صفرا في امتحان مادة الديمقراطية، والتي ستضاف إلى درجاتهم الصفرية في معالجة امور مثل الكهرباء والماء والوضع الأمني، فقد مرت عشر سنوات وهذا الحلم الذي راود العراقيين (حلم الديمقراطية) لم تتكحل عيونهم به، فما هو الحل يا حكامنا؟؟ وأين سترسو سفينة أحزاننا بفضل قيادتكم لها؟؟
تتوحش الغربة في روحي، واقتنع تماما بمنحكم يا حكامنا درجة الصفر في امتحان الديمقراطية، لأنكم على الضفة الأخرى من الديمقراطية، عندما مارستم الإرهاب ضد منتديات ثقافية واجتماعية في الليل، وأخرجتم الناس بأعقاب بنادق جنودكم السذج، ولهذا استجير بالشاعر المغدور محمود البريكان وهو يقول
(ولكن
أأحمل وزر المجازر
هل أتأمل تلك الدماء
تلطخ كلتا يدي
وهل استطيع افتداء العبيد
وهل اتجاوز جوع الجياع
وانسى دويَ المظالم ؟)

  كتب بتأريخ :  الإثنين 10-09-2012     عدد القراء :  1687       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced