دولت رئيس الوزراء يعتذر لاتحاد الأدباء ..!
بقلم : جاسم المطير
العودة الى صفحة المقالات

في يوم الأربعاء من التاريخ الهجري المعاصر و بعد ثلاث وثلاثين ساعة من احتلال اتحاد الأدباء العراقي بقوة عسكرية مسلحة من فيلق رقم 56 القابع في سنجق المنطقة الخضراء،  قام دولت رئيس الوزراء بزيارة مقر الاتحاد في ساحة الأندلس البيضاء، متحركا من داخل قصره  في منطقة  النعيرية الكادحة ببغداد الجديدة وكان بصحبته 56 مثقفا وأديبا  وعالما وفنانا  من أمثال أصحاب المعالي والسعادة: علي شلاه وعلي العلاق وعلي الأديب وعلي الدباغ وعالية نصيف وغيرهم.   

حين وصل موكب دولت السيد الرئيس إلى مقر الاتحاد كان آلاف المواطنين من الأدباء والكتاب والفنانين والعلماء  قد اصطفوا على جانبي الطريق مرحبين مصفقين بمقدمه الكريم وكان باستقباله بباب الاتحاد جميع أعضاء المكتب التنفيذي حيث تم عقد ندوة ثقافية في نادي الاتحاد الاجتماعي.. ألقى  الرئيس خطابا مثاليا دام ساعتين و56 دقيقة  اعتبره الأدباء والفنانون علامة ايجابية وصحية إذ أكد دولت الرئيس 56 مرة على عدم مساس الجيش والشرطة  بحرية الرأي والإبداع وعدم المس بأي ملف من ملفات النادي الاجتماعي التابع للاتحاد. كما قدم الرئيس في خطابه الكريم 56 اعتذارا  تميز بالهدوء التام تعبيرا عن عدم رضاه لفعلة شنيعة قام بها الفوج 56 ليلة الثلاثاء السوداء .

لأول مرة في حياته لم يكن خطاب دولة الرئيس انفعالياً، بل كان خطابه حداثيا تنويرياً، حيث شدد على ضرورة إسهام الأدب والفن في خدمة الأهداف الكبرى والصغرى لمجتمعنا العراقي لرفع مستواه المدني المتحضر  ليكون أرقى من مجتمع سنغافورة وأبدع من مجتمع زنجبار ليكون العراق ملكا لجميع المواطنين بلا استثناء.  وقد انتقد السيد الرئيس انتقادا لاذعا الفوج رقم 56 الذي اعتدى في ليلة الثلاثاء الأسود بكيل جميع العبارات النابية ومفردات الشتائم التي استخدمها جنود وضباط الجحفل 56 مؤكدا أمام  الحاضرين  أن من حق جموع الأدباء والفنانين التمتع بالحرية والمساواة على (مسافة واحدة) مع النواب والوزراء في عشق ما يعشقون وفي تناول الأكل بما يشتهون ويشربون كما يشاءون بود ومحبة وحميمية لتحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية لضمان تطوير الأجيال القادمة .. وقال الرئيس انه لن يغادر النادي الأدبي الاجتماعي إلا بعد مسامحته وقبول اعتذاره من قبل الأدباء والفنانين العراقيين  الذين يعملون لتطوير ثقافة المجتمع بلا خوف أو قلق  ..! 

ختم دولت الرئيس خطابه المرتجل اعتمادا على قول تلميذه ارسطاطاليس بأن عشق (الشيء) يعمي العاشق عن المعشوق . كما أورد دولته كلاما صريحا عن تلميذ تلميذه أبي علي أبن سيناء وغيره من الأطباء بأن ذاك ( الشيء) يجلب لشاربه مرضا وسواسياً شبيها بالماليخوليا .. ثم ترحم دولته على  أبي وائل الأوضاحي الذي قال : إن لم يكن ذاك (الشيء)  طرفا من الجنون فهو عصارة من السحر..!

يا ضحايا الماليخوليا تعقلوا واتعظوا واعلموا أن (ذاك الشيء) منذ زمان الجاهلية حتى اليوم  يختلف باختلاف المزاج فهو سريع التعلق والزوال عند الأدباء الصفراويين، وعكسه عند الفنانين  السوداويين، وسريع التعلق بطيء الزوال عند الدمويين السينمائيين ، وعكسه عند رواد نادي المشرق  البلغميين.. أما في كثير من بيوت المنطقة الخضراء  فهو جليس لا يمكن الاستغناء عنه تماما كما هو الحال في بيوت العاطلين  الفقراء .. !

وُدّع دولت الرئيس من قبل الأدباء والفنانين العراقيين بمثل ما استقبل فيه من حفاوة وتقدير بعد قبول اعتذاره ..!

ــــــــــــــــــ

قيطان الكلام :

قال أبو الطيب  المتنبي : أحلماً نرى أم زماناً جديدا ..!

  كتب بتأريخ :  الجمعة 14-09-2012     عدد القراء :  1631       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced