عنف اخر.. الجلد ظاهرة قديمة حديثة
بقلم : ماجدة الجبوري
العودة الى صفحة المقالات

قد يكون العنوان مؤلما ولكنه الواقع الذي يفرض على النساء في معظم الدول وبشكل خاص العربية ومنها العراق، حيث تعرضت المرأة العراقية الى ابشع انواع التعذيب على يد النظام البائد بالامس، واليوم ايضا دفعت ضريبة قاسية، ونالت حصتها من الارهاب، والمليشيات المتطرفة، التي حاربت المرأة في عملها ولبسها، وتفكيرها، بل احيانا في ادق تفاصيل حياتها، ولازال العنف يمارس ضدها في البيت والشارع والعمل وبطرق متفاوتة، نتيجة التراجع العام في المجتمع.
هنا لااريد التحدث عن المرأة العراقية فقط، بل هناك ظواهر برزت على الساحة، وفي امكنة متعددة، عنف اخر كان يمارس قديما ضد المرأة الجلد في حالة ( الزنا) وهي ظاهرة مؤلمة ومهينة ويرجع الى زمن الجاهلية.
فقد تصدرت قضية الصحافية السودانية لبنى احمد حسين ، وسائل الاعلام العالمية وفي كل مكان تقريبا، احتمال الحكم عليها باربعين جلدة.
تهمتها ارتدائها (البنطلون) مع عدد من النسوة اثناء فعالية نسوية كانت تقيمها،  حيث تم اعتقال جميع من كانت  ترتدي البنطلون.
المعروف عن لبنى كاتبة عمود في احدى الصحف، وتكتب في اكثر من صحيفة سودانية، كتابتها تحتوي على نقد لاذع للحكومة وسياساتها تجاه المرأة، وهي ناشطة في هذا المجال اضافة الى عملها في  الامم المتحدة، التي تحمي وتدافع وتسن القوانين العادلة للانسان.
وعند قراءة الواقع السوداني نجد ليس الملبس هو السبب الحقيقي، بل السبب الفعلي هو موقفها  واعتراضها على الكثير من القوانين في البلاد.
لبنى هي الاخرى اثبتت شجاعة فائقة في موقفها تجاه قضيتها حين دعت زميلاتها وزملائها حضور محاكمتها، وتوزيع بطاقات دعوة لهم، وهي بذلك تريد ان يعرف الناس والمجتمع ما الذي سيحدث، لتحول قضيتها الى قضية رأي عام.
اصرار لبنى على المحكمة كما جاء في وسائل الاعلام العالمية، مبنيا على مطالبتها  الحكومة بتعديل المادة 152 من قانون العقوبات السوداني لعام 1991، والذي ينص على : من يأتي في مكان عام فعلا او سلوكا فاضحا او مخلا بالآداب العامة بزي فاضح او مخل بالآداب العامة يسبب مضايقة للشعور العام يعاقب بالجلد 40 جلدة او بالغرامة او بالعقوبتين معا.
ولبنى ليست الضحية الاولى ولا الاخيرة، في مجتمعات لاتعير ادنى احترام لحقوق الانسان، وهذه الحكومات تتشدق في قوانينها، وكانها بذلك تحقق العدالة الانسانية وهي تعرف، والكل يعرف انها تسحق حرية الانسان والمراة هي انسان اولا واخيرا.
تحية للزميلة لبنى على شجاعتها، وطريق الالف ميل يبدأ بخطوة، اذا هي خطوة التغيير، نحو بناء عالم خالي من الظلم والقهر، عالم يحترم حقوق الانسان على الارض.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 11-08-2009     عدد القراء :  2633       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced