الغزالة إنتصار الآلوسي تحلّق حولها النوارس
بقلم : شروق الآلوسي
العودة الى صفحة المقالات

في البداية تحية للاستاذ كمال يلدو فهو اول من حرّك بحيرة الألم بمقالته الوصفية عن الشهيدة (إنتصار جميل عاكف الآلوسي) المنشورة بالحوار المتمدن العدد834
من حقي الإفتخار،وأن أرفع رأسي عاليا واحداقي تلامس شغاف السماء فهل للسماء(كقلبي شغاف)؟ إني من عائلة الشهيدة ذات ال22 ربيعا لم تتهنىء بربيع واحد إلا ربيع فكرها الوضاءّ الذي أستشهدت من إ جله وطواها الإلم والنسيان لولا إن اجراس رحيلها تدّق في مآقينا منذ 1980!لولا إن نسمة هبوب دخولها كل يوم لدارنا ندية طرية بهية السطوع.. لولا إن أشعارها الثورية لم يجف حبرها بعد لولا إن ملابسها وتنوراتها وإكسسواراتها مخفية عن عيون الامن حتى في دارنا!اليوم انصفت الدولة العراقية ظلم إنتصار حيث عزفنا عن أي حقوق لنا كعائلة رغم الضرر الذي أقلّهُ كان كابوس الاستدعاءات الفاشية لوالدي لوحده يقتل فينا حتى الرغبة في الحياة فقد لايعود وهو بقية الخيمة لاكلها ! آحالوا حياتنا جحيما لايُطاق ولاننا كعادة الشيوعيين فقراء الحال أعزّة النفوس ،نسكن الإيجار رغم خدمة والدي 37 سنة لم ينل شبرا في وطن قدّم له القربان ابن عمه ثم إبنته !اضطررنا كل سنة لتغيير وجهة السكن وكنا كالبدو الرّحل تلاحقنا قسيمة المعلومات الحزبية في كل مقر لنجد ان لامٌستقرلنا الاالبحث عن رحيل قادم!
26/10/1980، بهدوء كم تحمل هذه الكلمة الشاعريةاطنانا من إستخدام الآلم،طرق بابنا زوار الفجر الفاشيين غرباء الوطن الذبيح فقد تعودت كل ابواب دورنا الايجار طرق قبضاتهم الجنوني وسياراتهم الاندكروزر،أبوابنا تقرفهم، تعرف سيماهم الكالحة وجنونية لاتهذيب قرعهم، خرج ابي ذاك الصباح عرفوّه وهو يعرف سيماء إجرامهم فشحوب مهمتهم نفس وجوههم يفك طلاسمهم والغازهم..أنت جميل؟ نعم نريد إبنتك إنتصار لتحقيق بسيط فقد رفضت ْ التعيين في منظمة الطاقة الذرية(كان التوزيع للخريجين مركزيا) كناّ داخل الدار نغلي ونراقب بوجل هذا الدجل؟ من هدفهم؟ اخواني ام ابي؟ ولكن بسمةصمت في مُحيّا إنتصار اللجيني كان بزوغ نصرهاتف إنها انا!دخل ابي ليخبرها الصاعقة التي نزلت عليها بردا وسلاما وكانت رعدا وبرقا علينا جميعا،فتحت خزنة ملابسها وارتدت(((((تنورة وبلوزة)))))) نزعت سلسلة ذهبية تطوق عُنقها البلوري إنتزعت خاتمها بعنف من يدها الرهيفة الانامل ،خلعت ساعتها قالت اعرف إني لن اعود!ودعتنا الغزالة إنتصارفقط بلفتة من عنقها للابد لاانساها{ودعونة وكالوا اسبوع ونِرّدْ لعيونكمْ! فاركونه وكالوا الدنيا غريبة بدونكم! وإحنه بين الراح والجاي إنتظار! يكضي وحشة الليل؟! وشيكضي النهار! ودعونه.... ودعونه..}
إجه العيد وماأجيت! وهم اجه وماجاب روحي! عايش بلاروح من يوم... المشيت!!
لم ولن لن لن نعلم إنه جرس الوداع الأخير إنه ناقوس الفراق السرمدي إنه الغياب الأبدي،ذهب أخي معهم لان أبي تعود سجونهم قالوا له ساعة- ساعتان وتعود روتين تحقيق... مرّ ليلنا كظيما لايعرف رحمة الإنتظار مرّت الساعات عاد اخي بلاقلب فقد تركه جنب اخته ولم تعد النسمة – الغزالة- الوادعة- جبل حب الحزب- دفق لاينضب...
ابي قاسي الملامح من مآسي الفاشست ، ديمقراطي صبور يعجز الصبر منه تهزّه دموعنا كل حين فيوبخنا إنها اختارت مسارا لاتتزحزح عنه دموعكم لاتُعيدها إلينا،إمي جبال هدوء لاتعرف الندب ولطم الخدود صبرت منذ 1968 على إخيها الشهيد هاشم الالوسي وهاهي من هو سمّاها (إنتصار) عام ولادتها 1958تلتحق بغيابه الأبدي كان صمتها دموعا ومنامها حزنا وسكوتها كظما للغيظ سنوات وسنوات حتى جاءوا لنا بشهادة الوفاة إعدام شنقا حتى الموت المكان مستشفى الرشيد العسكري!لان إنتصار كانت قائدة إنقلاب عسكري برتبة فريق اول ركن ضد نظام الفاشست!فارقت امي الحياة وهي تظن إنتصارحية لابمبادئها فقط بل بجسدها وفارق أبي الحياة ولوعة كبرى تجيش بثناياه كيف يرى سقوط الطغاة فمات في 6/4/2003!كلاهما لم يعانقا إنتصار عناق الوداع ولم يقبلّا وجنتها الندية . مرت اول ليلة يلف بيتنا صمت رهيب لانعرف حتى للطعام موعدا يجمعنا كما تعودنا سنين جاء الصباح ليلا! لابصيص أمل، تنفس الصباح لم تشرق إنتصارقالها ابي لن تعود حتى لو جثة هامدة إليناّ أعرف الفاشست جيدا! هل تستحق رقبة اللؤلؤ حبلا من ذبح؟ كيف صعدت إنتصار للمشنقة؟إي كرامة وإباء؟ بماذا هتفت؟ ماذا تمنّت ؟ ماذا اهدت لنا؟ صبرها ؟ نضالها ؟ نسيانها؟ براءة البعض منها؟ جفاء رفاقها؟ توسدت إنتصار ياوطني ترابك ولكن أين ؟ من يخبرنا؟ هل في ضلوع الجاحدين الوطن حنانا ويقظة ضمير ؟ هل يملك الجلاد جرأة نسيان وجهها التفاحّي البشوش ؟كيف لاتبكي عليها حتى عين جلادها ؟كيف ننساها وخلايانا كلها إنتصار؟ اليوم وهبتنا الحكومة حق إنتصار في الإنتصار على الموت بالحياة والخلود رسميا صارت إنتصار شهيدة لم نكن نبحث لها عن مال كنا نبحث عن خلود ومجد وسؤؤد وسمو ورفعة وخُيلاء وقد نلناها رسميا وساما وضاءا على صدور الاموات كلنا إخوانها فهي الوحيدة الباقية على قيد الحياة ونحن الموتى لانها كانت الأجرأ فحلّقت لسمو العلالي وبقينا في السفح نرى شهوقها!
ياحمام الرايح إلهم يمته اشوف احبابنا؟! وللسفر حدّ ونهاية وهذاحدّ إعتابنه، نجمة عاشرنه سماهم! وياما ساهرنه بهواهم!نبكه نصحه ببانه ودعونه!!!

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 18-08-2009     عدد القراء :  2914       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced