سازيح الفراغ من مخيلتي كي اخزن الصورة ..
في محاولة لترويض الذاكرة ، التي قست عليها الايام وتراكمت عليها الاثقال فتشوهت الاشياء الجميلة وضاع ذلك الحيز الذي نبحث فيه عن ملامح باقية، حتى اضحت ذاكرتنا وفي اغلب الاحيان ككوّة ضيقة تطلّ على فراغ ، لكني عودت ذاكرتي على نوع من المكر، خاصة في اللحظات الاكثر كآبة ، كي استجلي الصورة واخرجها من تحت اكداس الحطام الذي تركته السنين الطويلة..
صورة تلك الوجوه التي في يوم ما استوطنت الزوايا الحادة منها وشيدت صرحا لفيضانات التلاشي ..
اليوم .. بل في هذه اللحظة الخاصة جدا ، لحظة من الوجد المباغت ، طفحت اشواقي الى هذا الوجه الذي ترون ..
الدموع تشاركني صياغة الكلمات، دموع الوداع الاخير او العناق الاخير او ربما كانت دموع الاعتذار عن اشباح حاولوا تمزيق الصورة..
العزيز ابو وسن، ذلك الذي لم ينكسر تحت وطاة الرصاص ولم يمتصه الجوع على حد تعبير فولكر براون ، كانت في يده شتلة ورد وفي مخيلته قبضة احلام ومن عينيه تومض اغنية حنينة تتغلغل بنسيج القلب وتشيع الدفء في الجسد كانفاس الحبيبة ..
هذا الوجه الذي ترون ، شمعدان في ليلة قاتمة، طافح حتى الطوفان بالاحاسيس المفعمة بكل ماهو انسانيي ورقيق
هذا الذي ترون قتله البعثيون بقنبلة نووية
نم ايها العزيز واعلم ان لك رفاقا يحبوك حتى وان احرقت القبيلة الحلم
كتب بتأريخ : الجمعة 02-10-2009
عدد القراء : 2170
عدد التعليقات : 0