لا أريد أن أكون داعية إسلاميًّا .. من هؤلاء الذي يريدون العودة بالإسلام إلى القرن السابع الميلادي متوهمين أن هذا هو غاية المنى وأسمى الأماني.
لا أريد أن أكون داعية إسلاميًّا .. من هؤلاء الذين يحللون ويحرمون بقدر ما تسمح به ضمائرهم المثقوبة ونفوسهم المتكالبة على المكافآت البترودولارية السخية.
لا أريد أن أكون داعية إسلاميًّا .. من هؤلاء الذين لا هم لهم سوى الحجاب والنقاب والختان والخلوة والاختلاط وتعدد الزوجات وتكفير الأقباط وغيرها من أطروحات أهل الكهف الذين لم يستوعبوا بعد إننا في القرن الحادي والعشرين.
لا أريد أن أكون واعظًا أرثوذكسيًّا .. من هؤلاء الذين يتهمون إخوانهم في الدين من البروتستانت بالضلال، ويتهمون إخوانهم في الوطن من المسلمين بأنهم قوة احتلال.
لا أريد أن أكون ثريا .. من هؤلاء الذين يشترون كل شيء وأي شيء ويدوسون بأحذية استثماراتهم المسعورة على كل شيء.
لا أريد أن أكون صحفيا .. من هؤلاء الذين يأكلون على كل الموائد ثم يتلقفون الفتات ليصنعوا منه أمجادًا وليكتبوا فيه أشعارًا.
لا أريد أن أكون مفكرًا .. من هؤلاء الذين يتشدقون بالقيم السامية والمثل العليا، وبمجرد أن تدير العدسات ظهورها لهم تظهر أنياب انحلالهم الأخلاقي ومخالب انهيارهم القيمي.
لا أريد أن أكون في منصب كبير .. أسمع بسببه المديح أطنانًا والشكر أرطالاً .. وعندما أغادره لا أسمع حتى سلامًا.
لا أريد أن أكون في منصب كبير .. أًصاب بسببه بجنون العظمة وشهوة السلطة وفتنة التسلط على عباد الله ..
لا أريد أن أكون في منصب كبير .. يضيف إلى حجمي الحقيقي أبعادًا خيالية، وينسيني إنسانيتي ويلهيني عن عيوبي وأصبح بسببه نصف إله .. أو إله.
: د. شيماء الشريف
(دكتوراه في الأدب الفرنسي – جامعة الإسكندرية)
كتب بتأريخ : الإثنين 26-10-2009
عدد القراء : 2393
عدد التعليقات : 0