|
|
|
|
إلى محروقتي
|
|
|
هل حقاً أحرقتِ جسدا , أم أحرقتِ أجساداً , هل تعلمين أن ناراً شبت في روحي قبل أن تشب في جسدك , وكيف لا وأنتِ كنت روحاً لجسدي وهل سوف أسير وأكمل حريقا ً شب من شرق الحله لأنير به شمالاً وجنوباً وغرباً والشرق محترق ويلهب , سوف ينير العراق, كيف يحرق نور متوهج هل رأى أحد نوراً يحترق ؟ فقط الشمس نور وتحترق . إذ أنتِ الشمس التي سوف تنير لي درباً أسير عليه وتسيرين معي ذكرى أو وجود . أسالك هل سوف تكملين أم أكمل مع رفاقي, أنتظر, أم ماذا ؟ أريد جواباً يا بصراً كنت أسير به , أنتظر الجواب وان طال والثواني سنوات والدقائق قرون سوف أنتظر وأتقدم , واصل وأنير جميع الطرق الظلماء التي لم يستطع أي حاكم أن ينيرها ونجعلها قوافل من الشمع لكي تضوي طرقنا ونعمل شعلة يذكرها التاريخ حمراء متوهجة أنتي الشرارة وها أنتِ بدأتِ و أنا سوف أكمل ورفاقي بعدي ونلتهب بإرادتنا جمرة بعد جمرة , ولا نقبل من يحرقنا .
إلى الغالية التي أشعلتها نيران العراق لتكون أثير حاضر وان غاب .
هل بحرق الأزهار تخضر المزرعة ام علينا ان نحرق كل الأشواك والأغصان اليابسة والصفراء ؟
هل أنتي يائسة من الزراعة وسئمت الحراثة والسقي لكي يثمر النبت ؟
الى جميع الأشواك والأعشاب الصفراء النيران قادمة وسوف تحرقكم لا محال ولا يبقى سوى النخيل الشامخ وخضار العشب والأشجار فتشبثوا بسعف نخلة وان لم تجدوا فبغصن شجرة وهذا اضعف الإيمان .
أسال لماذا الذهاب دون عودة و كنت منتظر كل لحظة ان تعودي . من السبب ادليني ايتها الغائبة .
اتمنى الشفاء لكل جريح من ضحايا الارهاب وضحايا العنف البشري في مجتمعنا
ونهاية المحروقة لا شفاء عاجل او آجل .
|
كتب بتأريخ : الأحد 01-11-2009
عدد القراء : 2659
عدد التعليقات : 0 |
|
|
|
|
|
|
|
|
|