|
|
|
|
البعث، يريد العودة على الجماجم
|
|
|
في الحديث عن التفجيرات الأخيرة التي راح ضحيتها مئات الأبرياء من العراقيين , في وزارة العدل والمحافظة وفي شارع مزدحم بالمارة والسيارات , لا يمكنني الا ان أتهم البعث العراقي ومن وراءه الارادة الدولية المتمثلة بالمصالح الكبرى للدول التي تغض الطرف عن جرائم البعث . فبعث ابو طبر وصدام وبرزان التكريتي الذي قتل المئات من شباب العراق في المقابر والفرامات والتعذيب وبالكيمياوي, هو وحده الذي يمتلك ذاك القدر من الحقد على العراقيين , والبعث وحده القادر على تنفيذ هكذا عمليات كارثية وباتقان اعتاد عليها جلاوزة البعث منذ استلامهم السلطة في1968 حتى الان , انه المحرك لكل العمليات الاجرامية والارهابية التي جاءت بعد سقوط نظامه الفاشي , فالحزب لملم مجرميه ونادى بالعودة للسلطة , انتظر انسحاب القوات الامريكية - التي تعلم ان ليس بمقدور الحكومة العراقية السيطرة التامة على الوضع الامني - لتخلو له الساحة لاسقاط الحكومة من الداخل باحداث الفوضى المنظمة في وزارات الدولة وافراغها من الكوادر , بعد ان غفت حكومتنا الجديدة على الصراعات الطائفية وبعد ان عاث وغرق عدد من مسؤوليها بالفساد والنهب وشراء المريدين , لقد تغلغل مجرموا البعث في أهم دوائر الدولة وفي كل التنظيمات الإسلامية التي تاسست بعد سقوط النظام , من جمهورية العراق الاسلامية الى تنظيم القاعدة في ارض الرافدين, الى غيرها من التسميات التي تأسست بتمويل بعثي , لقد رأيت بأم عيني الورقة التي عممها حزب البعث على جميع التنظيمات قبل بدء الحرب عام 2003, ورقة بمثابة تدابير للعودة , والتي يطالبهم الحزب بها تكوين تنظيمات دينية , سنية وشيعية كل حسب منطقته, او الدخول بتنظيمات دينية موجودة , وطالبهم بها بالنهب والقتل وتأسيس المجموعات الضاربة من اجل العودة للنظام مرة اخرى , وقد يقول قائل اين الدليل على ذلك , اقول اعترافات الكثير من المجرمين الذين نفذوا عمليات اجرامية ودربوا في اماكن خارج العراق وبدعم بعثي بحت , وأسأل بدوري كل ذي لب , اين ذهبت اموال العراق المسروقة من البنوك على ايدي النظام واعوانه ؟, واين ذهبت سبائك الذهب التي كانت بحوزتهم وهناك مئات الادلة على وجودها في بيوت المسؤولين وعند زوجاتهم ودويهم ؟, اموال تقدر بالمليارات , اليس من حقنا ان نعلم لأي شيء وضفت تلك الاموال ؟ وهل نعمى عن عقد البعث مؤتمراته بكل وقاحة في بلدان عربية , ويرفع اعضاءه بالخارج انخابهم عندما تكون هناك عملية اجرامية يذهب ضحيتها ابرياء من العراقيين العزل..
ثم كيف لا نتهم حزب البعث وهو يملك الان اعلاما ومواقع وفضائيات وهو عازم الان على فتح فضائية باسم المقبور صدام؟
اما عالميا فالوضع مخيف ويذكرني بأيام الانتفاضة العراقية حينما كانت الولايات المتحدة مع دول التحالف تحارب صدام لتحرير الكويت , لكنها حالما رأت جماهير العراقيين يثورون عليه, غيرت سياستها لتقف مع الجيش الشعبي وتموله بالبنزين والسلاح لصد الانتفاضة ..
انها المصالح السياسية وموازين القوى , الان لدى الدولة العظمى دورا هاما في الوقوف بوجه ايران ومفاعله النووي, ايران حاملة شعار الاسلام السياسي بكل مابه من ارهاب وتخلف واخطاء تعرقل مصالح الدول الكبرى في العالم , فكيف بالعراق وقد أسس دولة اسلامية ضعيفة تتشبه بايران في كثير من المواقف , دولة تقوم على المحاصصة والتكتلات التي تفرز ارهابيين وحاقدين على الحضارة البشرية المتطورة , اضافة الى انها سوف لن تكون عونا للدولة العظمى في موقفها من ايران
.. حقائق تشبه الكابوس لكنها واقعية , ونكون أغبياء ان تجاهلناها
.اذن لم تجد الولايات المتحدة أوفى من بعث العراق للوقوف ضد ايران وحلفائها في المنطقة , لهذا اشك بجديتها البحث عن الجناة في كل التفجيرات التي يتعرض لها العراق , وهي بذلك تكون قد ضربت عصافير كثيرة بحجر واحد, ولكل معركة ضحاياها كما يقال , و معركتها هذه ضحيتها الشعب العراقي المسكين , الذي طالما ضحت به لأنه شعب متعب ٌ بتنوعه, متعب ٌ بارضاءه, متعب بتوحيده, ومتعب باقناعه وتعلمه الديمقراطية بشكلها العالمي الجديد , شعب امرضته الحروب والديكتاتوريات , غارق بالأوهام وطقوسها, وبالتالي هو متعب بتقبله ضوء الحياة الحديثة ...
فماذا نقول بعد كل هذا ؟
|
كتب بتأريخ : الثلاثاء 03-11-2009
عدد القراء : 2598
عدد التعليقات : 0 |
|
|
|
|
|
|
|
|
|