المرأة الريفية... وما جنته من الدورات الإنتخابية!
بقلم : ماجدة الجبوري
العودة الى صفحة المقالات

يتصف الريف بجمالية خاصة، نظرا لهوائه النقي، وخضرته النضرة، وجمال الطبيعة وبراءتها، ولكن هل تعيش المراة الريفية وتحس بكل هذا، في ظل العمل اليومي، والقيود الاجتماعية والحياة الرتيبة، بدءا من صباحاته، وفجره الندي، حتى مساءاته المعتمة؟.

تعيش اليوم المرأة الريفية حالها حال اختها في المدينة حمى التحضير للانتخابات القادمة، هي مشارك فعال في انجاح الانتخابات وتشكل اكثر من نصف المجتمع في العراق، وهي السبب في فوز معظم النواب سواء في انتخابات مجالس المحافظات او مجلس النواب اعترفوا بذلك ام لم يعترفوا.

السؤال المهم هنا، ماذا جنت من الدورات الانتخابية السابقة؟ وماذا ستجني لاحقا من مكتسبات وفرتها او ستوفرها هذه القائمة او تلك، سواء على الصعيد الثقافي، او الاجتماعي، او الاقتصادي، او حتى السياسي؟، وهل طرق احد بابهن يوما وسألهن عما يعانين من مشاكل؟، كل هذه التساؤلات سوف تجيب عنها نساء ريفيات عشن واقعا ومعاناة حقيقية يومية، لا تفرق بين صغيرة او شابة او حتى العجوز، هن ايضا لديهن احلام وتطلعات يأملن يوما ان ترفع عن كاهلهن قوانين اذا صح التعبير غابرة وقهر متواصل، ترسب وزاد مع مرور السنين؟!.

ام عباس تقول: في الانتخابات الاولى (خلو الهور مرگ والزور خواشيك)، قالوا لنا سوف يوظفون اولادنا في دوائر الحكومة، ويمدون انابيب ماء صاف، واشكال والوان، اتذكر حينها كنت مريضة جدا ومهدود حيلي، ولكنني ذهبت وصوت وبالنهاية ماكو قبض، حين يجلسون على الكراسي ينسون الام الناس!!.

ام جهاد: سرقوا راتب اطفالي.. ام جهاد امرأة فلاحة تحكي معاناتها قائلة: شبعنا من الوعود والتمنيات في كل انتخابات، نذهب وننتخب ومن ثم تتبخر احلامنا، نشرب ماء النهر حالنا حال الحيوان، الكهرباء تاتي بطلعان الروح، شنوا اللي تغير؟؟.

ثم تحدثت عن حياتها والمعوقات التي تواجهها: عشت وتربيت في الريف، وعملت كفلاحة منذ الصغر، الى ان تزوجت من رجل في المدينة، دللني وعشت في نعيم معه، ولم يستمر الحال، فقد كان معارضا للنظام البائد،  اعتقل واعدم وترك لي ثلاثة اطفال اصغرهم بنتا. كنت حاملا بها يعلم الله كيف عانيت في توفير لقمة العيش لهم، رجعت الى الريف الى بيت والدي والى حياة الشقاء والفلاحة، وبعد سقوط النظام سررت كثيرا واولادي، فلا بد ان الحكومة ستنصفنا ولكن للاسف، حتى راتب الحماية الاجتماعية للارامل، والذي لا يكفي وجبة غداء لمسؤول حكومي في الدولة، حتى هذا لم يسلم من الفساد الاداري، اقبض شهر وينقطع ستة اشهر او سنة، اولادي طلاب مدارس ولهم اعانة ولكنني لا اقبضها علما انني اجلب كتابا من التربية يؤكد ذلك، اما منحة زوجي الشهيد فلم استلمها لحد الان، هذه حياتنا لم يسال احد عنا ابدا.

رواء شابة انهت الاعدادية لها معاناتها الخاصة: لي احلام وتطلعات نحو المستقبل ولكنها من الممكن ان تنسف في لحظة بقرار من الاهل، فمعدلي يؤهلني لدخول كلية التربية في احدى المحافظات القريبة ولكن بسبب الوضع الاجتماعي والقيود المفروضة لم يسمح لي اهلي بذلك. حياتنا صعبة ومعقدة ولا نتمتع بحريتنا، محرومون من ابسط الاشياء فهناك دائما خطوط حمراء، لم توفر لنا الحكومات أي خدمات مثلا انا تخرجت من السادس الاعدادي ولم ارَ او اطلع على الحاسوب او الانترنت، وهذا ابسط مثال في حين الدول الاخرى يستعمله الاطفال بكل بساطة. وتتساءل لماذا لم نسمع او نر اعضاء او عضوات مجلس المحافظة او احد النواب او ناشطات في حقوق الانسان، او منظمات المجتمع المدني، يزورون الارياف يسألون عن مشاكلنا، الا نستحق ذلك؟.

حمدية اتطلع الى فتح مدارس لمحو الامية... في حين حمدية تتمنى ان تفك الاحرف وتتحسر بألم: لم يسجلني والدي في المدرسة لانني كنت اساعد والدتي. منذ الصغر حلمت بارتداء الصدرية الزرقاء والقميص الابيض، وانا ارى من هن بعمري يذهبن يوميا للمدرسة، ولكنني احيانا أرضى او اقنع نفسي لست الوحيدة التي لاتعرف القراءة والكتابة، بل هناك الكثيرات، كنا نامل من الحكومة ان تفتح دورات لمحو الامية، او تضع قيودا وقانونا يحاسب الاهل ويردعهم ممن ترك اولادهم مقاعد الدراسة، فقد اصبح التهرب من الدراسة من الظواهر الشائعة والتي ساهمت بشكل كبير في زيادة معدلات الأمية بيننا وتساءلت حمدية اليست هذه من مهام ممن ننتخبهم ونعطيهم اصواتنا؟.

ام وسام متشائمة من الوضع برمته.. كل مرة نخاطر ونذهب ونتأمل في الانتخابات، ولكن نطلع على(فاشوش) الاكثرية تاتي من اجل مصالحها الخاصة، تسرق وتنهب، وتفتح ارصدة في الخارج على حساب الفقراء، بل تمتص دمائنا اوليست هذه نقودنا؟، وتساءلت ام وسام بحسرة هل فعلا نحن بلد البترول والنهرين العظيمين، والارض الخصبة وهذا حالنا؟، الزراعة تردت بشكل كبير، بسبب شحة المياه وارتفاع اسعار البذور والاسمدة الكيمياوية، والگاز وحرث الارض، اصبحنا نشتري معظم الخضر من السوق.

وتقول ام وسام: اما حال المرأة العراقية وبالذات الريفية، فأي امرأة في العالم افضل منها وصوتها مسموع. هنا المرأة تزوج رغما عنها وتباع وتشترى وحتى تقتل ولا احد يعلم بحالها انها منفية منسية مطمورة تحت الاعراف والتقاليد البالية، لقد عشش التخلف وترسخت التقاليد الظالمة ضدها والتدخل باصغر خصوصياتها وبمجمل حياتها، والمصيبة الكبرى انه جاء من يرسخها اكثر.

وتضيف ام وسام: منذ اكثر من اربعين عاما لدينا مدرسة ابتدائية خرجت اجيالا تلو اجيال وهي مختلطة، درسنا بشكل طبيعي كاولاد منطقة واحدة، كزملاء واخوة الان يفصلون اطفال الحضانة البنات والاولاد، ودخل الحلال والحرام، الا يولد هذا عقدا عند الاطفال ووضعا غير طبيعي؟ هل هذا ما كنا ننتظره هل هذه الديمقراطية التي يتشدقون بها لو بس (تسفيط حجي ابروسنا).

هذا هو حال المرأة الريفية بنت بلادي ام الخيرات، التي يتم استغلال طيبتها وعوزها في تمنيات هي ابعد من الخيال في تحقيقها من قبل بعض الدعاة.

اقول لك سيدتي ياصانعة الحياة وخبز التنور، يامن تتحملين منية اللي يسوى واللي مايسوى، ابحثي عن حقوقك، كوني اكثر جرأة، انتخبي من يحترم حقوقك، لقد جربت الكثير، ليكن التغيير بيدك نحو مستقبل ابنتك اولا كي لاتظلمي مرتين، ولن تستقيم الحياة لو تم التضحية بحقوق المرأة الأساسية خاصة حقها بالحياة الكريمة والأمن والاستقرار.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 17-11-2009     عدد القراء :  2679       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced