كسوة الكعبة 120 كيلو غراما ذهبا وفضة
بقلم : بلقيس حميد حسن
العودة الى صفحة المقالات

كل عام حينما يقترب الحج نسمع تقريرا عن كسوة الكعبة او الحجر الأسود الذي كلف هذا العام 120 كيلو غراما من الذهب والفضة اضافة الى الحرير الاصلي المكلف, تذكرت وانا اسمع هذا التقرير ماقرأته في الكتب التي تنقل لنا افكار وسلوك المتصوفة والذين عرفوا بحبهم لله حبا شديدا قد يصل حد العشق, وتذكرت ماقرأته عن حادثة حصلت لـ" أبي يزيد البسطامي" وهو من المتصوفة المعروفين جدا وقد كان ينوي الحج وجمع له الدراهم  كي يؤديه , فاعترض طريقه درويش فقير , وقال له:
انا وبناتي نتضور جوعا , فطف حولي سبع مرات واعطني مالك الذي جمعته في الحج , ففعل ابو يزيد البسطامي ما اقنعه به الدرويش , ايمانا منه أن انقاذ انسان وارواح بناته السبع اهم من اداء طقوس الحج , كما ان الاهتمام بالانسان وحياته  هو بالتالي  تقرب الى الله لانه خالقهم ومعزّهم ومورثهم الأرض بارادته حسبما جاء في تعاليم  الاسلام  ..
فكرت في كيلوات الذهب والفضة  التي تكسى بها الكعبة كل عام , والاموال الطائلة التي تصرف بهذه التكلفة غير المتواضعة بل والمبالغ بها في ميزان العقل ..
هل كانت الأعوام والقرون الكثيرة التي مرت على الكعبة تعرف كسوة الحرير والذهب والفضة ؟ وهل ارسل الله لاحد معاتبا كي تكسو احجار كعبته بهذه الاموال الطائلة ويتضور بذات الوقت وفي اماكن عديدة من الارض بشرٌ خلقهم بالملايين جياعا ومتشردين  في الصحاري والبلدان الباردة ؟
هل ان الايمان بالله والتقرب منه يكون بصرف الاموال على الشكليات دون الاساسيات , وهل الدين قائم على الطقوس ام على روح العدالة والحق ولهفة المحتاج والمحروم والفقير كأساس للاديان جميعها واولها الدين الاسلامي الذي جاء ثورة على الظلم وعلى استعباد الناس وقتل الروح البشرية ووأدها بسبب الفقر ؟
اي رب طلب منهم  ان يلبس اغلى الملابس الحريرية المرصعة بالذهب والفضة ويترك من خلقهم بلا طعام وكساء وسكن متباه عليهم بكسوته  كل عام, وتمر عليهم اعوام بلا كساء وفرح  ؟
واي  اخلاق  تسمح بهذا السلوك الجائر والذي يكرس تعالي الرب الغني على فقراء خلقهم هو وتركهم  بمشيئته فقراء؟
وكيف يريد شيوخ المسلمين ممن لايؤمن من البشر بعد ,  ان يؤمن بهكذا رب لايفكر الا بارتداء الغالي وليمت من يمت وكأنه يقول انا ومابعدي الطوفان ؟
اي احتقار للدين وللاسلام اراده لنا هؤلاء وهم يدعون الايمان بالله  صباح مساء؟
هل ان حجاج البيت الذين يذهبون بالملايين  كل عام , هدفهم  وغرضهم رؤية ملابس وكسوة الكعبة المرصع بالذهب والجواهر والحرير الغالي  ؟
وهل انهم سيوقفون حجهم ان كان الحجر الاسود عاريا كما كان من قبل ولعدة قرون ؟
هل تضيف كسوة الكعبة بنظر المؤمنين بالله شعورا بعظمة الخالق  حينما يرون كل هذا المال يكسو الحجر الاسود؟ وهل ان ايمانهم سيقوى برؤية الذهب والفضة , وهل سيخافون الرب ويلتزمون بتعاليمه الدينية اكثر مما لو كان بيت ربهم حجرا اسودا بلا كسوة ؟ ثم اي ايمان هذا سيكون لو كانت الاموال والذهب والفضة والغنى  اساسه  ؟
هل سيغضب الرب لو وزعت هذه الاموال سنويا على الفقراء والمحتاجين في العالم , والتزمت الهيئة التي تكسو الحجر الاسود بكسوة مليون فقير سنويا  لوجه الله تعالى؟
اسئلة كثيرة وهناك اكثر منها في رأس اي انسان يفكر بحلول للالاف والملايين من البشر واولهم العرب والمسلمين الذين يتقاتلون للحصول على فرصة للهروب من عالم عربي واسلامي يقتلهم ويدميهم ويذلهم نحو الغرب , حيث  يتنفسون فيه معنى الانسانية الحقة ومعنى المحبة بين البشر , ومعنى ان يكونوا خليفة الله على الارض كما نسمع يوميا في الجوامع والفضائيات وفي كل دور العبادة التي غرقت بالشكليات والطقوس ناسية خواء البطون والعقول وناسية ارتجاف عظام الاطفال بردا وجوعا ورعبا من اشداء سيطروا على المال العام تحت مسميات عديدة , يريدون بكل تصرفاتهم  اللا انسانية  اثبات ان ماجاء في القرآن في سورة البقرة آية رقم 30" اني جاعل في الأرض خليفة " ان  الله يقصد بانه أورث الله  الارض  للملوك والرؤساء فقط, اما ملايين البشر فلا يعنونه ابدا  ....
هل هذه هي الحقيقة  ايها المتحكمون بأموال الله كما تدعون؟

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 24-11-2009     عدد القراء :  2578       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced