لطفل ليس بمادة أعلانية أو دعاية انتخابية
بقلم : جبار العراقي
العودة الى صفحة المقالات

ذي أثارني ودفعني على كتابة هذه الأسطر التي تحمل بين طياتها الكثير من المعاني والتساؤلات الموجه لرئيس الوزراء نوري المالكي هي اللقاءات النادرة التي تحدث بينه وبين أطفال العراق لكن في أي مناسبة...!!؟

في البداية أسمح لي يا رئيس الوزراء أن أتقدم لك باسم كل أطفال العراق الذين عانوا ولا زالوا يعانون ويفتقدون إلى عالم وحياة الطفولة النقية عالم خالي من كل الأمراض الخبيثة والظواهر السلبية التي يعيشها العراق الآن والتي انعكست نتائجها أيضا على شخصية ونفسية الطفل العراقي، بالشكر الجزيل لاهتمامك بمعاناتهم التي أصبحت تشكل خطرا على حياتهم ومستقبلهم في ظل بما يسمى بالعراق ( الجديد )، لكن أسمح لي هنا أيضا يا رئيس الوزراء، بأن أنقل لك رأي وبكل وصراحة، أن هذا الاهتمام من طرفك.
هو ليس ألا دعاية انتخابية لحزبك وقائمتك، لا أكثر ولا أقل. والدليل هو أن لقائك الأول مع الأطفال كان قبل موعد انتخابات مجلس المحافظات، حيث التقيت بمجموعة من الأطفال اليتامى وتميز هذا ألقاء بالأحاسيس والعواطف الجياشة وذرف الدموع على هؤلاء الأطفال الذين فقدوا أبائهم نتيجة الإعمال الإرهابية والخلافات والصراعات السياسية الطائفية بين الكتل التي اعتمدت ولا زالت تعتمد على أسلوب ألمحاصصة الطائفية الخبيث.

والآن مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية القادمة، وللمرة الثانية ومن خلال مشاركتك بالاحتفال الذي أقامته وزارة حقوق الإنسان بمناسبة يوم الطفل العالمي، اتخذت من هذا الاحتفال أيضا منبرا إعلاميا ودعائيا لحزبك وقائمتك...وتناسيت معانات هؤلاء الأطفال الأبرياء ضحايا الأنانية والذاتية والحزبية ألضيقة الأفق التي تحملونها في داخلكم. وهنا أحاول أن أذكرك يا سيادة الرئيس أن أطفال العراق كانوا هم الضحايا الأوائل الذين دفعوا حياتهم ثمن لتلك السياسة العدوانية والحروب الداخلية والخارجية التي مارسها النظام ألبعثي الشوفيني المقبور، حيث مات الكثير منهم نتيجة الحصار الاقتصادي الغير أنساني الذي فرض من قبل الأمم المتحدة على الشعب العراقي ، الذي كان المقبور ( صدام حسين ) يتخذ من هؤلاء الأطفال الذين كانوا يموتون نتيجة شحت المواد الغذائية دعاية إعلامية لحزبه الفاشي ومن تلك الفترة والمرحلة السوداء أخذت ظاهرة التسول والهروب من المدارس عنده الأطفال تظهر علنيا وبشكل غريب وغير طبيعي، وذلك من أجل العمل الشاق لكسب لقمة العيش وأعانت عوائلهم ومن. هنا بدأت أيضا ظاهرة استغلال الأطفال من قبل بعض الطفيليين أصحاب المعامل والمحلات الذي سمح لهم النظام المقبور با استغلالهم .

أكثر من ست سنوات مرة على سقوط الصنم والاحتلال يا سيادة رئيس الوزراء وأطفال العراق لازالوا هم الضحية الأولى، ضحية هذه السياسات الخاطئة أيضا سياسات ألمحاصصة الطائفية والقومية المقيتة التي أتسمت بالفساد الإداري والمالي والسرقات من قبل القوى والأحزاب المسيطرة على الحكم الآن ومن ضمنها حزبكم الحاكم الذي ينتمي أليه وزير التجارة السابق ( عبد الفلاح السوداني ) الذي كان يسرق اللقمة من أفواه هؤلاء الأطفال الأبرياء.

ست سنوات مرة على سقوط الصنم والاحتلال لازال أطفال هذا البلد الغني بموارده الطبيعية يعانون من الجوع مشردين ومحرومين من الدراسة والتعليم يمارسون مهنة التسول في الشوارع يفتقدون إلى أبسط حقوقهم المشروعة كأطفال لهم الحق أن ينعموا بحياة طفوليه تتوفر فيها كل مستحقات ومستلزمات الطفولة الطبيعية حياة يمارس من خلالها حق التعليم والدراسة وكل هوايات وأحلام الطفولة التي سلبت منه طيلة هذه الفترة.
الطفولة عالم جميل ونقي، عالم لا يعرف معنى الكراهية. الطفولة عالم الحب الصادق، فمن وجباتك يا رئيس الوزراء أن تحتضن الطفل وتقدم له كل ما افتقده من حب وحنان صادق وأن تهتم برعايته التي يستحقها لآن الدولة هي المسئولة على حماية ورعاية الطفل، أن تقدم أي مجتمع مرتبط أيضا بدعم وتطوير وعي الطفل في المجتمع وليس استغلاله كمادة أعلانية أو دعاية انتخابية.


فيينا – النمسا

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 24-11-2009     عدد القراء :  2715       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced