أكتمل نصاب المنتخب الوطني ولم يكتمل نصاب البرلمان ..!
بقلم : علي فهد ياسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تأهل المنتخب الوطني العراقي اليوم لنهائيات آسيا بفوزه الكروي الباهر على المنتخب الصيني في المباراة الكبيرة التي خاضها على ملعب الشارقة في دولة الامارات كملعب بديل أختاره الاتحاد العراقي لكرة القدم بعد حرمان العراق من اللعب على أرضه لسوء الاوضاع الأمنيه .

فرسان الرياضة العراقية الفائزين على الصين , بلد المليار والأربع مائة مليون , لطالما كانوا سبباً في تدفق البهجة الى شعبهم على خلاف قادته وكتلهم السياسية ( المصنًعة !) للأزمات التي أفضت الى الخراب العام , والتي تلاعبت من خلال مماحكاتها السياسية بالملف الأمني المتدهور منذ مايزيد على العشرة أعوام , والذي كان من نتائجه قرار الاتحاد الدولي بحرمان الفرق الرياضية العراقية من خوض منافسات بطولات الاتحاد على ملاعبها وبين جمهورها منذ ثلاثة عقود .

الأبطال الرياضيون , مثلهم مثل أقرانهم من المبدعين العراقيين في أنشطة الحياة , في العلم والفن والأدب وروافد المعرفة المتعددة , يمثلون أضواءاً فاضحة لدهاليز السياسيين التي تشتغل في العتمة , لتحقيق منافعها الشخصية والحزبية خلافاً لواجباتها الاخلاقية والدستورية والوطنية المعلنة في أدبياتها وبرامج عملها وأنظمتها الداخلية , أضافة الى خطب قادتها وبياناتها الموثقة قبل سقوط الدكتاتورية , وقنواتها الفضائية وصحفها ومواقعها الألكترونية بعد تصدرها للمشهد السياسي ولسلطات القرار بعد سقوط الدكتاتورية البعثية المقيتة .

قد يحقُ لي أن أجزم أن فوز المنتخب العراقي اليوم كان ثقيلاً على السياسيين خلافاً لعموم الشعب , لأن توقيته جاء متوافقاً مع أخفاقهم في اقرار الميزانية بسبب ( عدم اكتمال النصاب في مجلس النواب ) , الذي بات أحد أساليب تعطيل القوانين الخادمة للشعب خلافا لقوانين كانت تخدم مصالحهم وكان النصاب فيها متحققاً في دورة البرلمان الحالية والتي سبقتها , دون أن يرفً لهم جفناً للحياء والوطنية والضمير , ودون أن يكون لهم التزاماً حتى بالدستور والقوانين التي شرعوها استناداُ اليه , والمفارقة أن رؤوس الكتل وأذرعها بادرت سريعاً لتهنئة المنتخب والشعب بالفوز قبل أن تستدرك خجلاً وتسأل ذواتها , كيف لهم أن يزفوا التهاني للشعب على نتيجة مباراة بكرة القدم , ولايردوا على أسئلته الحائرة لهم عن أسباب فشلهم في تحقيق الحياة الكريمة له بعد أكثر من عقد من قيادتهم التي تسببت في الخراب والفوضى وسرقة المال العام والبطالة وسفك الدماء التي باتت عنواناً رئيسياً في تفاصيل حياة العراقيين ؟.

لقد بات جلياً للعيان حجم وعمق الهوة التي تفصل بين الشعب ومن يقوده , ومن حق كل عراقي أن يزعم بأن المنتخب هو منتخب الشعب العراقي , وعلى السياسيين ان يرتقوا الى أدائه وعزيمته وجهده ومثابرته التي حقق بها الفرحة للعراقيين , عسى أن يكونوا مؤهلين للعودة الى أحضانه .

تحية للمنتخب الوطني العراقي ولكل جهد ساهم بتحقيق فوزه .

ولاتحية للمتسببين بأيذائه وتعطيل مسيرته صوب الحياة الكريمة التي يستحق .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 05-03-2014     عدد القراء :  4441       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced