السعودية والارهاب.. مع.. أم ضد ؟
بقلم : عبد المنعم الاعسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

من دون شك، الحكومة السعودية تحارب الارهاب، ومسمّاه القاعدة، وهذا واضح من سلسلة طويلة من المواقف والمواجهات والتفجيرات والمحاكمات، لكنها، تحاربه على اراضيها فقط، وبخاصة حين يستفحل وينشط بالاتجاه الذي يضر بالمصالح التجارية والمالية والسياسية للحكم، فيما تدعمه في مستويين، الاول، في التسهيلات اللوجستية التي تقدمها الى الخلايا والافراد لكي تمارس نشاطاتها الارهابية خارج الحدود، وفي الدول “غير المريحة” للسعوديين، معبّرٌ عن ذلك في دفاع السعودية عن حملة جنسيتها الذين يقبض عليهم من قبل دول اخرى فتسعى بكل الوسائل الدبلوماسية والمالية والاستخبارية الى استعادتهم (غوانتانامو. العراق. باكستان. لبنان..) وفي كتاب وثائقي عنوانه “مقاتل مكة” ثمة وقائع مثبتة عن الاساليب التي تستخدمها السلطات السعودية (بواسطة مشايخ او اجهزة امن) لإقناع الشبان الجهاديين المتأثرين بفكر القاعدة بالقتال في افغانستان او البانيا، بل وتسهل نقلهم وترعى عائلاتهم.

اما المسار الثاني، فيتمثل بالتمويل المالي السخي الذي تقدمه هيئات دينية ناشطة ومرتبطة بالسلطة الى منظمات الارهاب التي تقاتل في عدد من الساحات، ولم تعد هذه التمويلات شبهة او فرضية او اتهامات لجهة الرياض، بل انها موثقة في مراسلات وكشوفات بنكية وفضائح نشرت على نطاق واسع، ويمكن لفت النظر الى وثيقة نشرها موقع ويكلكس وتعود الى السابع من ديسمبر العام 2011 عن برقية لوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون تؤكد فيها على وجود محاولات لاقناع الجهات السعودية بمعالجة تدفق الاموال من مؤسسات سعودية الى الارهابيين، واضافت كلينتون ان من ابرز الجماعات التي تحصل على تلك التبرعات تنظيم القاعدة، وحركة طالبان، وتنظيم “لشكر طيبة”.

وفي برقية سرية دعت الدبلوماسيين الامريكيين الى مضاعفة جهودهم لوقف تدفق الاموال السعودية الى الجماعات المسلحة “التي تهدد الاستقرار في باكستان وافغانستان، وتستهدف جنود التحالف، وقالت بالنص: “في الوقت الذي تأخذ فيه المملكة العربية السعودية على محمل الجد تهديدات الارهاب داخل اراضيها، يظل التحدي قائما في اقناع المسؤولين السعوديين بالتعامل مع التمويل الصادر من السعودية على انه اولوية استراتيجية بالنسبة لنا” وفي برقية اخرى ورد فيها ان جمعية خيرية باكستانية، وهي جماعة الدعوة، المتهمة بانها واجهة لجماعة “لشكر طيبة” الارهابية استخدمت شركة سعودية واجهة لها لتمويل نشاطاتها في عام 2005.

لكن التطور في هذا الملف يمكن ملاحظته في تعليمات زعيم القاعدة ايمن الظواهري في نوفمبر العام الماضي ويتضمن الالتزام بالامتناع عن مهاجمة انظمة دول تقدم “مساعدات” مختلفة لـ”المجاهدين”.. ويعني السعودية ومن لفّ لفها.. إذ ردت القاعدة على التحية باحسن منها.

“دعونا لا ننسى أن من نقتلهم اليوم كنا ندفع لهم الأموال قبل عقود”.

هيلاري كلينتون

  كتب بتأريخ :  الأحد 09-03-2014     عدد القراء :  2811       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced