\"الاخلاق\" بوصايا مكتب المالكي
بقلم : علي حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

من منّا نحن كتاب الأعمدة قادر على متابعة أخبار العراق؟ فنحن البلاد الأبرز التي تدور فيها أسوأ مهازل البشرية ، لا شيء بالمقارنة مع دول العالم ، صحف المعمورة خالية تقريباً من "الأخبار المثيرة والطريفة " والكتاب مساكين شبه عاطلين عن العمل في هولندا والسويد وحتى اميركا ومعظم افريقيا وآسيا، نحن المكان الابرز للخبر اليومي العجيب والغريب، من عينة :

المالكي يعلن ان الشاحنة التي انفجرت في الحلة جاءت من الفلوجة ، خبر مثير نسي صاحبه انه قال لنا قبل يوم واحد فقط، ان القوات الامنية سيطرت على الانبار وانها احكمت الطوق على الارهابيين، وزير حقوق الانسان محمد شياع السوداني يؤكد "منشرحا" أن العراق اصبح اول دولة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا تطلق استراتيجية وطنية لمناهضة التمييز ضد المرأة ، ويبدو ان السيد السوداني يعيش خارج العراق، ولم يطلع على قانون حسن الشمري.

المرأة الحديدية.. لا يتوهم البعض بانني اتحدث عن البريطانية مارغريت تاتشر، فانا اقصد النائبة حنان الفتلاوي التي كتبت على صفحتها في الفيسبوك معلقةً على مضمون يافطة تعلن "موت" البرلمان العراقي، بالقول "انّا لله وانا اليه راجعون، والبقاء في حياة النجيفي".. ونسيت الفتلاوي بان الائتلاف الوطني الذي تنتمي اليه هو الكتلة الاكبر في البرلمان، وهو سبب الموت السريري والجلطات المفاجئة لمجلس النواب، المرأة الحديدية التي هتفت امس لتظاهرات ضد البرلمان، هي نفسها بلحمها وشحمها التي شتمت متظاهري 25 شباط، واتهمتهم باللصوصية، لانهم رفعوا شعار موت حكومة المالكي.

إذا كان جنابك من الذين يتابعون الأخبار الكوميدية جدا ، فأتمنى أن تقرأ هذا الخبر الممتع، الأمانة العامة لمجلس الوزراء أوصت وزارة الداخلية باستحداث "شرطة المحافظة على الاخلاق" ، كما ناقشت الامانة في اجتماع لها تحضيرات بطولة لكرة القدم تحمل اسم "كأس الأمين العام".

هذه هي بعض الأخبار التي أمامكم: معارك الساسة ضد الناس، ، وصلافة البعض ممن يعتقدون أن بناء النظام يتم بطريقة الدروشة والشعارات الزائفة .

كل تجارب الشعوب تعلمنا أن فرض الوصاية على الناس وتوجيههم الوجهة التي يريدها الحاكم أو المسؤول تنتهي إلى تشكيل عصابة تعتاش على القهر والفساد.

لعل أبرز مشاكل نخبنا السياسية، أنها جميعا تدعي العمل ليل نهار لإقامة الدولة المدنية، بينما تقوض في تصرفاتها العملية كل الأركان الواجب الحفاظ عليها لمثل هذه الدولة، ولدي نموذج صارخ على هذه الازدواجية، فقد تابعت، مثل غيري، على صفحات الصحف بعض القرارات " القرقوشية " التي يصدرها عدد من المسؤولين أو الخطب التي يطلقها العديد من النواب والتي تتناقض مع مواد الدستور، وهي خطب وتعليمات تعد تدخلا في الحريات الشخصية للمواطن "المغلوب على امره".

تطالب الناس بحكومة خدمات فيأتي لهم الساسة بمجلس أعلى ينظم لهم ما يرتدون من ملابس على أمل أن يتبعه مجلس آخر يحدد لهم ما يسمعون ويأكلون، يعلو هتاف الناس بضرورة حكومة كفاءات، فيكون الرد بقرارات من عينة الحشمة في دوائر الدولة وضرورة فصل الطلاب عن الطالبات وإبعاد الخبرات لنوازع طائفية مقيتة.

امر مضحك ومثير للسخرية حين يتصور البعض من المسؤولين أنهم ينتمون إلى جماعات تتلقى أوامرها من السماء، وليست أحزابا سياسية تدين بوجودها لأصوات الناخبين، ومثير للأسى أن يصر البعض على إشاعة أجواء الحملة الإيمانية التي قاد لواءها الحاج خير الله طلفاح، وانها يمكن ان تعوض المواطن عن انعدام الخدمات ، والأهم أنها تحميه من شر المفخخات والأحزمة الناسفة التي عجزت الأجهزة الأمنية عن الحد منها.

في ظل هذه الأوضاع لابد أنكم تحسدون معي الامانة العامة لمجلس الوزراء على قدرتها الخرافية على الانفصال عن الواقع، والتحليق بعيدا عن المنطق، ليطلق القائمون عليها تصريحات من عيّنة "شرطة المحافظة على الاخلاق".

السادة القائمون على بطولة كاس الامين العام ، أتمنى عليكم ان ترفعوا الأقنعة عن وجوهكم وتعرفوا ماذا يريد العراقيون، وتؤمنوا بأننا تجاوزنا سن الوصاية وأننا أحرار في ديننا ودنيانا، والأهم ان تدركوا ان الشعب يحتاج إلى التنمية والاستقرار.. الخبز والحرية.. والمسكن والعمل.. أما الشعب الذي تريدون خنقه بقرارات كوميدية فقد خرج، ولم يعد ، منذ أول حديث من احاديث الاربعاء للحاج "ابو اسراء" .

  كتب بتأريخ :  الإثنين 10-03-2014     عدد القراء :  3309       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced