كنا نعرف مقدما ثمن الإعفاء القضائي عن اللص والمُدان مشعان الجبوري ، ليمارس نشاطه السياسي وترويجه الانتخابي بكل حرية و أريحية ؟!!، و كأنما شيئا لم يكن! ، وكأنه لم يُدان من قبل القضاء ، و كأنه لم يرتكب جرما أو ذنبا بسرقة الملايين من الدولارات الخاصة بالمال العام والتحريض الطائفي على الإرهاب و الدفاع المستميت عن النظام السابق ..
مثلما نعلم بإن " القائد الأوحد ــ أي و نعم !!ــ و رجل المرحلة الأقدر " القائد المهيب و العظيم السيد نوري المالكي !! ، لا يعفو عن عن أحد أو يبيّض صفحته الجنائية السوداء لأي كان ، هكذا ، و لوجه الله فقط ..
و بما أنه معروف عن مشعان الجبوري بأنه رجل المهمات القذرة و وماسح الجوخ و الأكتاف الواطئة للأنظمة الديكتاتورية و الشمولية الباطشة ولا سيما للبعث الفاشي ، و بما أنه كذلك ، فيبدو إنه قد كُلف أو بالأحرى قد وجد لنفسه أوسخ مهمة إلا وهي الإيقاع بين المكونين العراقيين : الكورد والعرب و إشعال الفتنة و أوار الحرب بينهما* ..
و كأنما لا ينقص العراق الآن إلا إشعال نيران الحرب الضروس بين العرب و الكورد لتكمل صورة خراب العراق النهائي !!..
و كأنما المالكي قد حرر الفلوجة وباقي مناطق الأنبار و حزام بغداد من داعش وحلفائه وإعاد المياه لأهل الوسط و الجنوب الظامئين ، حتى يتفرغ لتحرير مناطق أخرى من العراق تحت قيادة رجل المرحلة الحالية مشعان الجبوري !!..
بينما نحن نعرف و كذلك العالم بأن الذي يهدد أمن العراق حاليا و يحتل مناطق في الأنبار و يسعى إلى أحتلال مناطق جديدة مستعرضا قواته وعضلاته العسكرية عند خاصرة بغداد هو داعش و باقي حلفائه من أزلام النظام السابق ، وهو ــ أي داعش ـــ لم يكتف بتمدده و عملياته الإرهابية ومذابحه و مجازره اليومية فقط ، و إنما قطع المياه أيضا عن الملايين عن مواطني وسط و جنوب العراق ، ضمن خطوة تصعيدية و وقحة من تحد و استسخاف بالحكومة و الدولة العاجزتين والمشلولتين ..
إذن فمن هو الأولى و الأجدر بالمواجهة الآن و تحرير العراق من شرورهم و جرائمهم اليومية :
أعناصر داعش أم الكورد ؟! ... الكورد الذين لا زالوا يسعون إلى حل مشاكلهم مع المركز ضمن مساعي البرلمان و في إطار الدستور و التفاهمات السياسية الممكنة ؟! ..