اصبحت صيغة التعامل السياسي , في ظل قادة العراق الجدد , اشبه بصيغة تعامل العاهرة مع زبائنها , في تكييف معهم وتقمص عقلياتهم , حتى تكون محبوبة عندهم , لذلك مبادئهم السياسية , خلت من القيم والمعايير والاخلاق , ومزحومة بالنفاق والخداع والضحك على الذقون , فحين يتحدث الحرامي ( الوزير او النائب ) عن قيمة الامانة والنزاهة والاخلاص في العمل والمسؤولية , مثل المومس التي تتحدث دائماً , عن الشرف والاخلاق الفاضلة والعفة والطهارة . هكذا صار حال العراق المكَرود والمظلوم , حين تسلط عليه غربان الشؤم , واغتصبوا الحياة السياسية والعامة , ولم يتركوا بصيص امل , حتى يسرقوا هذا البصيص , ليحولوا العراق الى جسد منخور ومثقوب بشتى العلل والامراض المزمنة والخطيرة , لذلك ما النهب الشرس لاموال الشعب والارهاب الدموي والطائفية , إلا نتاج من اعمالهم وافعالهم , ولذلك طفح الكيل بالغضب والسخط العارم من الشعب , وذلك يترقب ويتطلع , الى اقتراب ساعة رحيلهم غير المأسوف عليهم , عبر صناديق الاقتراع , التي تدنو ساعة القرار والحسم . لذلك تعتبر هذه الانتخابات النيابية الاصعب في تاريخ العراق , لانها تحدد توجه العراق المقبل في مصيره ومستقبله , والطريق الذي يختاره , وهي في نفس الوقت تبعث الخوف والقلق والرعب , في نفوس الفاسدين الذي نهبوا واختلسوا البلاد والعباد , وهربوا خارج العراق , محملين بالاموال المنهوبة . ان الناخب العراقي الوفي على صيانة العراق مطالب بمعاقبة الفاسدين والارهابين والمجرمين , في اسقاطهم في الانتخابات , واختيار البديل المناسب , الذي يقوم بمهمة الاصلاح والبناء والتغيير , ان العراقي المعروف بهمته وشهامته العراقية , قادر عبر صنادق الاقتراع ان يجعل من الصعاب , حقيقة واقعية وفعلية تثبت وجودها على الواقع الفعلي , وهذا لايتم إلا بشطب الولاية الثالثة , واختيار لدفة العراق قيادة نزيهة وكفوءة ومخلصة للعراق وشعبه , اي البديل المناسب المنتظر , لينهي دولة الحرامية واللصوص والعبور الى دولة القانون , التي تحقق العدالة الاجتماعية لكل افراد الشعب بالتساوي , لذلك كل حرامي وارهابي ومجرم , يشعر بالقلق الشديد من مصيره المحتوم , لان ضامنهم وحاميهم سيرحل عن الحكم , بعدم تجديد ولايته لمرة الثالثة , لذلك نفهم بوادر الخوف من نداء الحرامي الهارب من وجه العدالة , الوزير التجارة السابق ( عبدالفلاح السوداني ) الذي نهب البلاد والعباد , وعبث بالبطاقة التموينية بالاختلاس الشرس وبضمير ميت , وذلك بشراء المواد التالفة غير صالحة للاستهلاك البشري , باضافة انها فاسدة ومسرطنة , تصلح للعلف الحيواني , وقيام اشقائه في تأسيس شركة وهمية , تكون بالوعة لنهب اموال الشعب , وحين افتضح امرهم بروائح الفساد المالي , هربوا الى خارج العراق محملين بالاموال المنهوبة , تحت اشراف ورعاية وحماية المالكي . وذلك جاء نداء الحرامي المحترف , هو الخوف المرعب من المصير المجهول , وليس حباً بالمالكي , لان كل حرامي هارب يتمتع بحرية كاملة بعيداً عن التسليم والمطالبه به , عبر الشرطة الدولية ( انتربول ) طالما ظل المالكي يتربع في قمة قيادة شؤون البلاد , لانه راعيهم وحاميهم الاصلي , ولايقترب منهم القلق من المطالبة بهم , ويظلوا يتمتعوا بالترف والنعيم من اموال الشعب المسروقة بوجود المالكي في السلطة , لذلك جاء النداء الحرامي , المغلف بالزيف والنفاق , في انتخاب المالكي بدعوى منافقة , بانه الوحيد الذي حارب الفساد , يعني الوحيد الذي يحمي الحرامية والفاسدين , وان غيابه عن دفة الحكم , يعني بكل بساطة رفع الحصانة والحماية لكل حرامي سارق , امثال اللص الهارب ( عبدالفلاح السوداني ) وان الشعب يمهل ولا يهمل , وان مصير كل حرامي وكل ارهابي مجرم , مرهون بوجود بالمالكي , وهذا هو فحوى الاستغاثة المسعورة من اجل التملص من العقاب المنتظر , بتقديمهم الى المحاكم العراقية , وهي شهادة اثبات من حرامي محترف , باهمية وجود المالكي على قمة السلطة , وهذا يعتبر اهمية بالغة في احراق مرحلة المالكي , والعبور الى البديل المناسب , الذي يحقق تطلعات الشعب , ويطوي صفحة الماضي البغيضة , وليفتح صفحة جديدة , لان العراق لم يعد يتحمل الازمات والمشاكل الخطير , قد تقوده الى الاسوأ . ان صيانة العراق وحفظه من العواصف المدمرة , هي مسؤولية ابناءه الاوفياء