ليكن شعارنا غدا \" المكنسة \"
بقلم : علي حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

يمضي المستبد والفاشل سنواته في الحكم وهو يعلن للعالم نظرية جديدة للسلطة خلاصتها : " ان الديموقراطية لا تعني عدم التجديد ،الديموقراطية هي ان تجددوا مرة واثنتين وخمساً" لاتزال تنزانيا تتذكر رئيسها السابق جوليوس نيريري الذي قاد بلاده الى الاستقلال كيق خرج على الناس ذات يوم ليخبرهم بانه لن يستمر في الحكم،: "فالديمقراطية من دون كرامة بشرية، رق سيئ، ووسادتي لم تعد تتحمل ثقل هذا الرأس المليء بالخذلان، ضميري مثقل وجسدي متعب".

أرجو ألا يظن أحد أنني أحاول أن أعقد مقارنة بين حكام طغاة ، ورئيس افريقي يرى يرى في الحكم وسيلة لا غاية، لكنني أحاول القول إن لا شيء يحمي الدول من الخراب سوى سياسيين صادقين، في العمل وفي الاعتراف بالتقصير، في الصح وفي الخطأ.

منذ اشهر خط عشراات آلاف من الهنود على ملابسهم شعار " المكنسة " مرددين مقولة غاندي الشهيرة "أنا إنسان عادي.. لكني لن اقف صامتا في الدفاع عن حقي في الحياة ".. عبارات غاندي التي عادت بقوة الى الشارع الهندي يرفعها اليوم شباب وضعوا لهم هدفاً رئيسياً هو محاربة الفساد، متخذين من المكنسة شعارا لحملتهم التي تهدف الى كنس المفسدين والسراق ونهازي الفرص.

لا أعتقد أن هناك من يمل من الحديث عن سيرة الرجل النحيف الذي قال لأعدائه ذات يوم:" لقد عرفت القانون وجربته فنجح اعظم نجاح، ذلكم هو المحبة وبها ستتحرر الهند " .

اختصرها غاندي الذي كان يرفض أن يخدع الناس: "إني أوثر الانتظار أجيالا وأجيالا، على أن ألتمس حرية شعبي بالخطب الزائفة والزاعقة " يتكرر مشهد اصحاب الشعارات والبدلات البراقة على مر العصور دون أي تغيير ، مجرد إضافات جديدة ، ألم يخبرنا المالكي أننا الشعب الأول في مجال الحريات والاستقرار والازدهار والتنمية، ونسى ان يضيف الى قائمة الامتيازات ،القتل والفساد وسرقة مستقبل المواطن ، وتسليح المليشيات وتقريب الاصحاب وطرد الكفاءات .

تأملوهم جميعا. كل واحد يستخدم لغة "القائد المؤمن " بجمله وتعبيرات وجهه وعصبيته وابتسامته.. يقال إن موسوليني كان يرتدي قفازات سود يلوح بها قبل كل خطبة نارية.. كل ما نراه من على شاشات الفضائيات من انهيار لقيم الحياة، هو تلويح بالفشل بأيدي ساسة أميون ، كتبوا ويكتبون كل يوم أسو أ صفحات في تاريخ الإنسانية .

كم سنحتمل من استعراضات ساستنا "الأشاوس" الذين يريدون منا أن نتربى على خطبهم، وأن نرفع شعار السمع والطاعة؟ كم مرة سنتحمل سياسياً يريد منا أن نلغي كل إمكانية التفكير والبحث، من خلال استدرار عواطف البسطاء واستغفالهم بمشاريع وهمية ؟!

لقد أظهرت تجربة العديد من دول العالم المتطورة كيف يمكن إقامة العمران والرفاهة والعدالة الاجتماعية،، من دون خطاب سياسي واحد. بل حتى من دون موارد طبيعية، في حين تشكل بلاد الرافدين أغنى مساحة عربية. لكنها تحولت بفضل صبيان السياسة الى اكبر ساحة للشعارات ، وصور لعبعوب ومشعان والمئات من صبيان السياسة

الذين هزموا الظلم وكسروا جبروت الطغيان وأعلوا كرامة الانسان، لم يكونوا قادة معارك ولا اصحاب خطب وشعارات، كانوا رجالا يحبون شعوبهم لا اقاربهم وازواج بناتهم من شاكلة " ابو رحاب " حرر غاندي الهند من اضخم استعمار في العالم ، دون ان يطلق رصاصة واحدة ، وهزم البلد الذي اشتهر بكبار القادة العسكريين..

ما أحوجنا غدا الى شعب يرفع المكنسة شعاراً ويواصلون إرثا ثقافيا وسياسيا عراقيا بدأه قبل سبعة عقود شيخ الساخرين "ميخائيل تيسي " الذي أصدر أول صحيفة عراقية فكاهية أسماها " كناس الشوارع " أراد من خلالها انتقاد العادات والنواقص في الناس والمجتمع واروقة السياسة ، فاختار لها المكنسة شعارا ، عسى ان " نكنس " غدا ، نواب وساسة يعتقدون ان كراسي السلطة إرث في الحياة والممات.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 29-04-2014     عدد القراء :  3729       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced