البرلمان العراقي القادم .. الشعب ينتخب والقادة يختارون نوابه ..!!
بقلم : علي فهد ياسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

مع ان الوقت لازال مبكراً على عرض المشهد النهائي لتشكيلة البرلمان العراقي , الا أن مايتواتر من أخبار يشي باستنساخ آليات اختيار نوابه في الدورة السابقة , حين استغل قادة القوائم المنضوية تحت مظلات الكتل قانون الانتخاب غير العادل في ( تعيين ) نواب لم يجتازوا العتبة الانتخابية بدلاً من مرشحين حصلوا على مجموع أصوات تتفوق عليهم بعشرات الاضعاف , فتربع البعض من هؤلاء على مقعدِ في البرلمان بأصواتِ لم تتجاوز المائة صوت , فيما حُرم مرشحون كانوا يحتاجون الى أقل من مائة صوت للعبور الى البرلمان .

لقد أدار قادة أحزاب السلطة دفة الحق باتجاه يخدم مصالحهم ويُفرغ مبدء الانتخاب الفضفاض من مفهومه , حين تعاضدوا طوال العشرة أعوام السابقة على تأجيل القوانين الفاعلة في بناء المؤسسات الداعمة لنزاهة الانتخابات , قوانين الانتخاب والتعداد العام للسكان وقانون الاحزاب الذي يمنعهم من استغلال النفوذ وذراع المال السياسي وتطويع الاعلام .

وفي موضوعة الاعلام تحديدا نقف أمام مفارقة كبيرة , حين تكون شرائح واسعة من العراقيين لم تصل اليها المعلومة الخطيرة الخاصة بتركيبة مجلس النواب السابق , الذي يضم في غالبيته أعضاء غير منتخبين من الشعب , فقد أفرزت الانتخابات الماضية في 2010 قائمةًمن ( 17 ) سبعة عشر نائباً منتخباً فقط , و ( 308 ) وثلاثمائة وثمانية نواب معينون من قادة كتلهم , وهي خارطة فاضحة لحيتان السياسة في العراق , قبل أن تكون فاضحة للاداء الاعلامي العراقي الذي اصطف في غالبيته خلف أجندات لاتخدم العراق ولاشعبه , في الوقت الذي يكتض فيه المشهد الاعلامي بعشرات القنوات الفضائية والمحلية ومئات الصحف والمجلات والاف المنظمات المحسوبة على فضاء المجتمع المدني .

الآن وبعد أداء الشعب لواجبه الوطني في الانتخابات تحت عنوان ( التغيير ) , تأتي حزمة من المفارقات التي يبدو أنها ستحكم تطلعات وبرامج أحزاب السلطة , ليس أقلها ان جميع الكتل التي فشلت في ادارة الملفات التي يعاني منها العراقيون , تتبنى نفس شعار التغيير , دون أن تجيب على أسئلة المواطن التي تتمحور حول أسباب عرقلة البناء النزيه وأُسسه ومستلزماته , وكأنها تصر على مناهجها العقيمة في التضليل والتأجيل والترهيب , التي أعتمدتها خلال العقد الماضي , دون أن ينسى العراقيون مافيات الفساد المنتظمة في قائمة طويلة , تبدء من أهدار الوقت والمال العام ولاتنتهي بانتهاك الحرمات وصولاً الى سفك الدماء .

أذا كان البعض يعتقد أن ذاكرة العراقيين هرمت ولاتقوى على التبويب والمتابعة والتقويم , فهو واهم , لأن لكل يومِ حسابه ولكل مجتهدِ ثوابه ولكل ظالم عقابه , فهل نعود مرةً أُخرى الى منهج تعيين الفاشلين في الانتخابات نواباً في البرلمان القادم , أم يستدرك القادة أفعالهم ويغادروا مناهجهم السابقة حفاظاً على هيبة العراق وأحتراماً لتضحيات أبنائه ؟ .

  كتب بتأريخ :  الأحد 04-05-2014     عدد القراء :  3288       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced