امريكا.. والمالكي
بقلم : عبد المنعم الاعسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

يعرف المحللون الدوليون ان ما تكتبه الصحف الامريكية من تعليقات ومتابعات ومعلومات، وما يطلقه بعض الكتاب الامريكيين من اراء حيال الاوضاع العراقية لايعبر عن السياسات الامريكية، وقد تعكس تلك المتابعات بعض المؤشرات لجدل يجري داخل البيت الابيض بصدد قضية عراقية مطروحة على طاولة البحث، او انها تتضمن رسائل مصممة من مطبخ القرار الامريكي لجس النبض ورصد ردود الافعال، وتأتي احيانا من مراكز ضغط تسعى الى الدفع باتجاه موقف من قضية عراقية تتصل بالمصالح الامريكية.

ويرتكب الكثير من المحللين خطأ منهجيا حين يستخدمون تلك التعليقات كعناوين لموقف الادارة الامريكية، او حين يسترشدون بها لرصد سياسة البيت الابيض من قضايا العراق، وقد ظهر هذا بارزا في محاولات معرفة موقف ادارة الرئيس اوباما من الحكومة العراقية الحالية ورئيسها، اذ نطالع دوما في تقارير اعلامية تناقضات “مضحكة” بين من يذهب الى ان واشنطن ترمي بثقلها الى جانب ولاية ثالثة للمالكي، وبين من ينفي ذلك ويسجل الموقف الامريكي الى جانب الداعين للحيلولة دون عودة المالكي الى رئاسة الحكومة الجديدة، وكلاهما يسترشدان باقوال للصحف الامريكية ومعلقيها.

هنا، لاينبغي الذهاب الى ان ادارة اوباما لا رأي لها بصدد مصير المالكي، وبخاصة حيال موضوع الولاية الثالثة، فهي تبحث هذا الموضوع من مستويين، الاول ذي صلة بالمصالح الامريكية الاستراتيجية في العراق والمنطقة، ولوازم “الامن القومي” والثاني من لوازم استقرار العراق ومنع انزلاقه الى الحرب الاهلية والتمزق في حسابات معروفة موصولة بملفات ايران وسوريا واسرائيل والخليج، وينبغي ان نعيد قراءة فحوى الرسالة التي نشرتها مجموعة من شخصيات الكونغرس في الواشنطن بوست عشية زيارة المالكي الى الولايات المتحدة في اكتوبر من العام الماضي، وحذروا فيها من “ان المالكي يقود العراق الى حرب اهلية” فيما جاءت كلمات اوباما في مجرى آخر يتسم بالحذر والتذكير والنصيحة، وكأنه يرد على تلك الرسالة بشكل غير مباشر.

لاتخفي ادارة اوباما تعاطفها، المشوب بالتردد، مع معارضي المالكي، او مع سكان الانبار، كما لاتخفي تأييدها للعمليات العسكرية الحكومية ضد الجماعات المسلحة في غرب العراق، وهي تطرح رأيا يبدو مقبولا من الناحية النظرية (تصريحات اوباما) يتمثل في ضرورة تشكيل حكومة جديدة تمثل “فئات الشعب العراقي” ولاتضع المالكي شرطا على رأس هذه الحكومة، كما لاتضعه خارج حشوتها، لتعطي نتائج الانتخابات التفصيلية، والتحالفات الناشئة، فرصة حسم الموقف، ولايمكن ان نتوقع مفاجأة في الموقف الامريكي بحيث تقلب مسار التجاذبات المتزاحمة، فان للامر صلة بالموقف الايراني، الذي هو الاخر، يدور في منطق ليس بعيدا عن المنطق الامريكي.

على السطح الكثير من المغريات للقول بان ساسة البيت الابيض، مثل ساسة العراق، يريدون الشيء ونقيضه، في بلد متخم بالاشياء العصية، وبالنقائض الاكثر استعصاء.

“أحترم من يقاومونني، لكني لا استطيع احتمالهم".

ديغول

  كتب بتأريخ :  الإثنين 05-05-2014     عدد القراء :  2622       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced