انتهت الانتخابات البرلمانية , ووزعت المقاعد على الكتل السياسية الفائزة , وسط عواصف عاصفة من التشكيك والطعون والاتهامات بالجملة والمفرد , في التلاعب والتزوير , من الاكثرية الساحقة من الكتل السياسية , التي شاركت في الصراع الانتخابي . ورغم ان رياح التغيير لم أتت دفعة واحدة , لتغيير المشهد السياسي , ورغم القيل والقال الذي يصب في التشكيك في نزاهتها , لكن يبقى الاهم الاكبر , هو في جعبة المواطن الناخب الذي انشطر , الى ثلاث اتجاهات , اولها بان الشطر الاعظم اختار المقاطعة والعزوف عن المشاركة في العملية الانتخابية , والشطر الثاني وقع اسير شرنقة الطائفية والعرقية , والشطر الثالث وهو اقل نسبة وعدد , ذهب الى صناديق الاقتراع , بهدف التغيير المسرح السياسي , وتوجيه صفعة قوية الى نظام المحاصصة الطائفية , رغم ان تياره ضعيف , لكنه اسهم بشكل متواضع , في رياح التغيير العام , ولكن نتائج هذه الانتخابات افرزت بعض المفاجئات الغريبة , في الواقع السياسي , وهذه السمات الغريبة التي افرزتها معطيات النتائج الانتخابية , يمكن ان تكون الحدث الابرز لها , ويمكن ايجازها باختصار شديد , دون اطناب في السرد , وتلخيصها في نقاط موجزة , وهي :
1 - اسقطت بقوة , ووجهت لطمة صاعقة الى بعض الصقور والغربان , التي ساهمت بدور حاسم , في تأزيم الواقع السياسي , بالمشاكل والازمات , وتفاقم الوضع السياسي نحو الاسوأ , وتدهور الحياة السياسية الى دوائر الخطر , وتسميم المناخ السياسي , بسياسة ( فرق تسد ) في صفوف الشعب ومكوناته , وكانوا فرسان الاعلام المنفعل والمتشنج بروائحه الطائفية , لكن تلقوا صفعة حاسمة تؤيد في افلاسهم السياسي , وكما ساهموا في عمليات الفرهدة والاحتيال والابتزاز بالفساد المالي , لقد اتضحى بانهم كانوا ممثلين فاشلين في ادوار التهريج في السيرك السياسي , وكانوا فرسان من ورق , بدليل فشلهم في الحصول على مقعد في البرلمان الجديد . ومن ابرزهم :
× عزت الشابندر ( العراب السياسي لمالكي , في عقد صلح وقرآن سياسي مع البعث )
× سامي العسكري ( ابرز الصقور في هدم الوحدة الوطنية وتفريق
مكونات الشعب واطيافه )
× نعيم عبعوب ( صاحب الصخرة الشهيرة , التي دخلت التاريخ العالمي )
× حسن السنيد ( صاحب الفنتازيا السياسة العراقية بعبثيتها . شليلة وضايع راسها )
× حيدر العبادي ( عالم في علم نظرية استنساخ المالكي )
× صلاح عبدالرزاق . محافظ بغداد السابق ( حرامي بغداد )
× محمود الحسن ( صاحب فيديو العار , الذي حول الانتخابات الى مهزلة ومسخرة )
× وليد الحلي . صاحب الشعار العظيم ( لا بديل للمالكي إلا المالكي )
× خالد العطية صاحب ( اشهر عملية البواسير في التاريخ العالمي الحديث )
× كمال الساعدي ( صاحب اغلى عملية لتجميل الوجه , كلفت الدولة 79 مليون دينار )
2 - أسقطت بعض البعثيين , الذين بدلوا وغيروا جلودهم , حسب الطلب والحاجة والعرض المنافق , ومنهم
× مشعان الجبوري صاحب مقولة الشهيرة . ( الشهيد صدام اشرف واشجع السياسيين العراقيين ) و( القاعدة منا ونحن من القاعدة )
× علي الشلاه ( صرفيات نجله 4 ملايين دينار شهرياً على فاتورة التليفون )
× كامل الزيدي , رئيس محافظة بغداد السابق , صاحب ( اكثر العقود الوهمية , مع شركات موجودة أسمها على الورق فقط )
× حسن العلوي , اشهر انتهازي في نظرية وعاظ السلاطين في تاريخ العراق الحديث , وفي كل عهد يغرف بالحلوى والعسل والنعيم والجنة
3 - أفرزت هذه الانتخابات البرلمانية , بان هناك 22 سيدة عراقية , حصلت على المقاعد البرلمانية , بجهدها وعطاءها السياسي وعملها لوحدها , دون منة اومنحة من رئيس قائمتها اوحزبها , ودون الرجوع الى نظام الكوتا , هذا ما يعطيهن حرية التصرف والحركة , وتأثير السياسي , وهذا يصب في تدعيم مكانة المرأة العراقية , ودورها في الحياة السياسية
4 - لاول مرة تسود حالة الذعر والخوف والقلق الجدي والحقيقي , في محاولة هروب الفاشلين الذين لم يحصلوا على مقعد في البرلمان , بالاقامة في بلدانهم الثانية مع الملايين الدولارات المسروقة والمنهوبة من اموال الشعب , لذلك على السلطة القضائية وهيئة النزاهة , اصدار قرارت منع من السفر خارج العراق , قبل حسم اجراءات برائة الذمة , وكذلك في قضايا الفساد المالي والارهاب , والحذار من اعطاءهم فرصة الهروب السهلة .
يمكن ان تكون هذه الانتخابات النيابية , صفعة خجولة الى نظام المحاصصة الطائفية , والفساد المالي , والنفاق السياسي , إلا انها بداية لطريق طويل معقد وشائك وصعب , نحو الهدف العام التغيير والاصلاح