الأسباب التي تحول دون القضاء على القاعدة أو داعش في العراق ؟
بقلم : مهدي قاسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لعل العراق هو البلد الوحيد الذي بات مسرحا وميدانا لعمليات إرهابية يومية متواصلة منذ سقوط النظام السابق و حتى الآن ،أي أكثر من عشر سنوات ، لتتصاعد يوما بعد يوم لحد السيطرة على مناطق و مدن برمتها مهددة العاصمة بغداد أخيراو بشكل دائم !..

و في أثناء ذلك خفت وتيرة حدة العمليات الإرهابية و قّلت كثافتها و كادت أن تكون نادرة حتى في تلك البلدان شبه المنهارةأمنيا ، و التي كانت تعتبر مهدا وكرا دافئا لنشوء و ترعرع تنظيم القاعدة ، كأفغانستان و الصومال على سبيل المثال وليس الحصر ـــ بحيث نادرا ما يسمع المرء في هذه الأيام عن حدوث عمليات إرهابية في هذين البلدين ..

بينما في العراق كل يوم تقريبا نسمع و نقرأ و نشاهد عبر الفضائيات ، بل وفي أغلب الأحايين تجري و تُرتكب أكثر من عملية إرهابية هنا و هناك في معظم أرجاء العراق سيما في أحياء العاصمة مع سقوط عشرات من القتلى و الجرحى ..

بطبيعة الحال إن ثمة عوامل سياسية محلية و خارجية ، مصحوبة بعمليات تواطؤ واضح ، تلعب دورا كبيرا في تقوية شيكمة القاعدة أو داعش في العراق ابتدءا من عدم جدية الحكومة العراقية في مواجهة و مكافحة القاعدة و داعش و القضاء عليهما أو تهميش نفوذهما إلى حد كبير وضعف شديد ، فضلا عن استعانة الطرف الأخر بالقاعدة و داعش لفرض أهدافه و شروطه السياسية في تقاسم السلطة طائفيا ، سواء من خلال الدفاع عنهما أوتوفير الملاذ الآمن لهما ، و تزويد قادة وزعماء القاعدة وداعش في العراق بمعلومات الأمنية مهمة من خلال تواجده ــ أي الطرف الأخرــ في الأجهزة الأمنية العراقية المختلفة زائدا التعاطف العشائري و القبلي معهما في المناطق الغربية ..

ففي النهاية إن مصالح أحزاب كلا الطرفين ، ذات التوجه الطائفي ــ السياسية تتطلب الوجود القوي و الضارب الوحشي للقاعدة أو داعش في العراق من اجل إدامة الاصطفاف الطائفي و الكسب الجماهيري على نفس الأساس ، طالما إن عمليات القاعدة أو داعش الإرهابية لا تهدد ساسة و مسئولي المنطقة الخضراء ولا أفراد عائلاتهم بشكل مباشرة وخطير ، مثلما تحصد حياة المواطنين " العاديين " يوميا ..

أما غالبية دول الجوار سيما منها السعودية و قطر وإيران و تركيا ، فلها علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع القاعدة أو داعش في العراق ، فهي الأخرى تريد أن تستعمل القاعدة أو داعش كورقة ضغط سياسي من أجل تحقيق أجندتها في العراق ..

فلهذه الأسباب مجتمعة لا يمكن القضاء على القاعدة أو داعش في العراق لأن كل حزب طائفي ـــ سواء من هذا الطرف أو ذاك ــ ينظر إليهما ـــ أي القاعدة و داعش ــ ليس فقط لكونهما تنظيما إرهابيا فتّاكا ومدمرا رهيبا ، قتل عشرات ألوف من العراقيين الأبرياء ، و إنما لإنهما ورقة كسب سياسية و وسيلة توظيف أمني دائم و متواصل لتخندق طائفي و تصويت جماهيري واسع على أساس هذا التخندق الطائفي ..

و الانتخابات الأخيرة كانت خير دليل و شاهد على ما نقول ..

إذن فأن ثمة مصالح سياسية محلية و إقليمية تستوجب بقاء وجود " القاعدة " أو داعش قويا في العراق إلى أجل بعيد..

و لعل هذا هو السبب الأساسي لبقاء العراق حتى الآن البلد الوحيد الذي يزدهر فيه الإرهاب بشكل متواصل و متصاعد و دائم ..

ومع الأسف ستستمر هذه الحالة الكارثية إذا لم يستفق الناس من تخدرهم الطائفي ، كمخلوقات منذورة و قرابين أضحية بشرية يقدمها ساسة مجرمون من أجل السلطة والمال و النفوذ ..

* ربما قد يسأل أحدهم فما هو دليلكم على تواطؤ الحكومة العراقية مع الإرهاب فنجيب بأننا على الرغم من أنه لا نود تكرار ذكر مسألة تهريب الإرهابيين من السجون بشكل متعمد ومقصود و لعشرات مرات ، وإنما سنكتفي بذكر مثال أخر هو التواطؤ الأمني في منطقة سليمان بيك ـــ على سبيل المثال و ليس الحصر ـــ فقد سبق للقوى الإرهابية أن احتلت هذه الناحية مرارا وتكرارا ليتدخل الجيش و يحررها مرارا أيضا ، ومن ثم ــ و هذا هو بيت القصيد ــ نقول من ثم تركها بدون مواقع عسكرية ثابتة وضاربة ، لتمنع القاعدة أو داعش من بسط هيمنتهما عليها مرة أخرى ..

فها هي عناصر داعش أو القاعدة تصول و تجول الآن و للمرة الرابعة أو الخامسة في ناحية سليمان بيك خري مري ؟!!!..

فالسئوال المشروع و الملّح هنا هو :

ـــ فما الذي يمنع قادة الجيش العراقي ــ وهوالجيش المكوّن أكثر من مليون عسكري و رجل أمن و شرطة ـــ نقول فما الذي يمنع قادة الجيش من إنشاء مواقع عسكرية ثابتة مدعومة ببضعة الآف من العسكريين المدربين جيدا في هذه الناحية و بشكل دائم ، طالما إن هذه الناحية تتعرض و تعرضت أيضا و مرارا لهجمات و احتالالات القاعدة أو داعش المتواصلة و و بتحد سافر وشرس حتى الأن ..

لو .........

لو لم يكن هناك تواطئا واضحا و صريحا لغاية في نفس يعقوب ..

  كتب بتأريخ :  الجمعة 06-06-2014     عدد القراء :  5178       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced