صح النوم : متى تشكل الحكومة الوطنية ؟
بقلم : جمعه عبد الله
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تستمر العمليات العسكرية على اشدها بالعنف الدموي , والخراب الكبير في جسد الوطن , دون ان تلوح في الافق , بوادر الحسم العسكري , سوى الكر والفر على خراب الوطن , وانه دخل في نفق لا يمكن ان يخرج سالماً ومعافياً . تاتي هذه التطورات الخطيرة العاصفة , التي غطت سماء الوطن بالغيوم السوداء الهالكة . وهذا نتيجة منطقية الى تراكم حالات الشرذمة والخناق السياسي , الذي اختارته الاطراف السياسية المتنفذة , والتي تشترك في الحكومة والبرلمان , التي عملت على رفع راية الانقسام السياسي والطائفي , وجرت البلاد الى ازمة سياسية وامنية خانقة , ستكون الضربة القاصمة التي ستكسر ظهر الوطن , وتقرأ له سورة الفاتحة , إلا اذا لم تغير هذه النخب السياسية المتنفذة , اسلوب تعاملها ونهجها , وتخرج من شرنقة السياسة الطائفية والمصالح الضيقة , نحو الاصلاح الشامل , الذي يصب في صالح الوطن , وفي اصلاح منابع الخلل والثغرات والنواقص , التي تسمح للجماعات الارهابية , داعش وغيرها , ان تعبث بالوطن , بالخراب والدمار , واذا لم تبدل هذه النخب السياسية من سلوكها , وسعت الى وقف الخراب الحاصل , ووضع مصير ومصالح الوطن , فوق اي اعتبار اخر , يصب في وقف حالة الانهيار والتشرذم والانقسام , التي تمزق الوطن بالخراب الحاصل , في اطالة عمر فترة الحرب الدائرة , الى مدى اطول لتلتهم نارها المشتعلة , اكتر حطباً ووقوداً من ابناء الشعب من كل الطوائف العراقية . لذلك يحتم على هذه الاطراف السياسية , التي بيدها الحل والربط , ان تترك لعبة الخناق والانقسام , والمزايدات الرخيصة , التي لاتشبع الجوعان , بل توجه له ضرية مميتة وقاصمة , عليهم ان يلبسوا ثوب الحكمة والتواضع , وان يكونوا على اتم الاستعداد التام , على تقديم التنازلات المتبادلة , والتفاهم الجاد والحريص , لان الامور الخطيرة التي تعصف في الوطن , لاتقبل التأجيل والتأخير , لان الازمة الخطيرة مرشحة الى المزيد من التصعيد الخطير المدمر , اذا اغلقوا افاق الحل السياسي , وراهنوا على الحسم العسكري , والذي قد يقود الى الحرب الطائفية , او الحرب الاهلية , وستكون اكثر دماراً من اي وقت مضى , وسيخرج الوطن منقسماً الى دويلات واقاليم مبعثرة , شئنا ام ابينا , وسيعطي مجالاً واسعاً الى الفوضى العارمة , في تقسيم البلاد , والدخول في عنفوان الصراع على المناطق المتنازعة عليها , والتي لاتقبل اي حل , سوى كسر العظم , لذلك يجب ان ينصب الجهد الداخلي والخارجي , الى دفع هذه الاطراف , باية وسيلة ممكنة ونافعة , الى طاولة الحوار والتباحث الجدي والحاسم , من اجل الخروج من عنق الزجاجة , يجب ان تكثف الجهود والرأي العام , بالمساعي التي تجنب البلاد الى المزيد من المخاطر , الى حث الفرقاء السياسيين الى خيمة المؤتمر الوطني , والنقاش والحوار , بكل صراحة ومكاشفة حريصة , من اجل انقاذ ماتبقى سالماً في الوطن المنكوب , ان التشاور الجدي والمسؤول , كفيل بان يضع الخطوات الاولى , لحل المشاكل العويصة , التي تعصف في البلاد , وامتصاص كل الغيوم السوداء والمسمومة , ويفتح الطريق الى تشكيل حكومة وطنية , تستطيع ان تخرج البلاد من عنق الازمة , وترسم خارطة الطريق , بكل وضوح وشفافية , غير قابلة لتأويل والتفسير المختلف , وبالاتفاق على منصب رئيس الوزراء القادم , وفق مصلحة البلاد , وببرنامج عملي لقيادة الدولة وادارة شؤونها , وفق مصلحة الوطن , والابتعاد عن كل الشعارات الطائفية والعرقية والمذهبية , من اجل وحدة الصف الوطني , ومجابهة اعداء الوطن في الداخل والخارج , ودحر الارهاب , هذا هو الطريق السليم للخروج من الازمة الحالية , وان التأخير في انجاز هذا المطلب الحاسم , باختيار حكومة وطنية وشخصية رئيس الوزراء , الذي سيلعب الدور الحاسم , لانهاء حالة التشرذم والانقسام السياسي , وبموافقة كل الاطراف السياسية , وكل الحلول الاخرى , تبقى هامشية وترقيعية , لاتشفي الجروح النازفة , بل هي مضيعة للوقت , بالسماح للخراب والدمار , ان تستمر الى شوط اخر , لذلك يجب ان تنصب كل الجهود المخلصة , من اجل هذا الحل , في سبيل انقاذ الوطن

  كتب بتأريخ :  الخميس 26-06-2014     عدد القراء :  2118       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced