كركوك ليست قنينة عطر أو علبة حذاء لكي تُهدى !
بقلم : مهدي قاسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

بعد تسلل عناصر داعش إلى الموصل و قوات البيشمركة إلى كركوك بهدف السيطرة والمصادرة حسب الكيف و المزاج !! ، بدأنا نسمع تصريحات و نقرأ مقالات عن عطايات و هدايا لأهل الجود و الكرم !! يعني شيئا من حاتم طائيات على صعيد " إهداء " كركوك لهذا الطرف أو ذاك !! ، و كأنما كركوك ما هي إلا عبارة عن هدايا من عطور و علب أقراط و فردتي حذاء أو صينية بقلاوة و فرس أو خروف !! ، لكي تُهدى لهذه الجهة أو لتلك و بحمية وحماس وكرم قد يحسدهم عليه حتى حاتم الطائي نفسه لو كان حيا يُرزق..

فمهلا يا أصحاب الكرم و الجود مهلا !! ..

يعني ...على كيفكم أشوية رجاء و لطفا !! ..

إذ إن كركوك ليست هذا و لا ذاك .. فكركوك ــ كما تعرفون و تعلمون يا اصحاب الضيافة والقيافة !!ـــ مدينة تاريخية عريقة ، يسكن فيها أقوام و نحل و ملل وطوائف مختلفة ، لها روحانيات و هويات ثقافات متعددة و متنوعة ، مع أديان ومذاهب و عقائد ولهجات و لغات زاخرة و ثرية ، كانت بعضها لغة دارجة لحد كبير حتى السنوات الأخيرة ! ، كلغة أهل المدينة الرئيسية و السائدة ..

و نحن نعرف جيدا بأن اللغة السائدة تعني لغة الأغلبية السائدة ..

تمام ؟! .. أم أنا غلطان ؟!..

إذن .........................

فدعوا كركوك لأهل كركوك أن يقرروا هم بأنفسهم مصير مدينتهم بيدهم وحسب تصورهم و رؤيتهم ، وحسبما يريدون ويشاءون ..

لأنهم هم ممن باتوا معنيين بالأمر مباشرة و رأسا ، ولستم أنتم يا أصحاب النوايا الطيبة جدا !!..

أم .........................

فهل ترضون أنتم ــ مثلا ــ أن نهديكم ــ أنتم ــ بدون إرادتكم إلى "دولة " داعش في الموصل أو الفلوجة مثلا ؟!..

لهذا ........................

فأنتم لستم مخولين إطلاقا لإهداء كركوك لا للكورد ولا للعرب ولا للعجم و لا لأهل النجد ..

مع عدم شكنا بنواياكم الطيبة جدا !! ... طبعا على شاكلة ذلك الصياد الذي كان يذبح الطير بدموع متدفقةولكن ... ولكن من شدة البرد ..

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 01-07-2014     عدد القراء :  2043       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced