مثلما كان صدام يعتقد فالمالكي أيضا : أنا العراق .. و العراق أنا !!
بقلم : مهدي قاسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لا ندري لماذا أصبح مصير العراق مختزلا دائما بتصرفات و سلوك أشخاص مهووسين بالسلطة و إصرارهم العجيب على البقاء في السلطة بأي ثمن كان حتى لو أدى الأمر إلى تدمير العراق بشكل نهائي ..

فقد أصبح مصير العراق رهنا بروعنة صدام ومغامراته المتهورة و الحمقاء ، و الذي تحكم به متحكما طاغيا طيلة عقود طويلة بين حروب داخلية و خارجية ، حتى انتهت الدولة العراقية المنخورة وهي عبارة عن ركام من كارتون لا ينقصه غير ركلة قوية لينهار أنقاضا متقوضة ، مثلما حدث بالضبط في أعقاب الغزو الأمريكي لبغداد بثلاث دبابات فقط ..

و قبل ذلك عندما غامر الديكتاتور البائد بغزو الكويت حيث كان عليه أن يواجه فيما بعد جيوش أكثر من ثلاثين دولة على رأسها القوات الأمريكية المدججة بكل أنواع الأسلحة الفتاكة و التدميرية الهائلة و التجريبية الخبيثة ، وهي على أهبة استعداد لتحرير الكويت ، لم يأخذ الديكتاتور البائد آنذاك بنصائح غورباتشوف ولا بنصائح زايد بن آل نهيان أو حسني مبارك أو حافظ الأسد أو غيرهم بضرورة الانسحاب الطوعي من الكويت و إلا سيتعرض العراق إلى ضربة قاصمة و الجيش العراقي لهزيمة مميتة ومخزية ، نظرا لعدم وجود تكافؤ في القوى بين الطرفين ..

غير إن الديكتاتور البائد قد ركب رأسه عنادا ــ كبغل جبلي ــ و إصر على مواجهة قوات التحالف الدولي في حرب حتى الأحمق كان يدرك بأنها خاسرة مقدما وحتما من طرف العراق ..

و كان ما كان من كارثة و هزيمة مخزية قصمت ظهر العراق بالصميم ..

ومن سخرية القدر أن تكرر نفس الحالة ولكن بصورة أخرى و مختلفة بعض الشيء : إذ فمثلما كان الطاغية البائد يعتقد مختزلا نفسه بأنه هو العراق و العراق هو !!، فها هو السيد المالكي يعتقد نفسه بأنه العراق و العراق هو * !!، و بأنه دون حكمه هو سيصبح العراق لا شيئا !! ـــ و كأنما العراق الآن شيئا يحسب له ألف حساب تحت حكم المالكي !! ـــ وهو يصّر إصرارا مستميتا على التشبث بالسلطة والحكم على الرغم من فشله الذريع طيلة السنوات الثمانية الماضية ، و التي توّجت أخيرا باحتلال أراض شاسعة من العراق سواء من قبل داعش أو البيشمركة المتربصة ..

و يبقى أن نشير إلى أنه إذا كان الديكتاتور البائد مرفوضا من قبل غالبية الشعب العراقي فأنه كان يتمتع ب" شعبية " واسعة في وساط وفئات و شرائح اجتماعية للمجتمع العراقي ، سيما بين أوساط أولئك ــ وما أكثرهم لحد الآن !! ـــ و الذين كانوا أدوات قمع سلطته الدموية و أذرعه الطويلة و الضاربة من أصحاب نعمة و امتيازات و سطوة من ضباط و أجهزة مخابرات ورجال إعلام ..!!..

و الحال فأن المالكي هو الآخر مرفوض من قبل غالبية المجتمع العراقي و أن كان يتمتع بشعبية ليست قليلة و لأسباب تتعلق بالتخندق الطائفي أكثر منه بإنجازاته المتبخرة !!..

إذن .......

فلماذا هذا الإصرار منه على التشبث بالحكم و بأي ثمن كان ، في الوقت الذي ربما لن تبقى له حتى المنطقة الخضراء ليتحكم بها ماسكا كل مقاليد السلطة بين يديهإذا بقى هو على هذه الحال ؟!..

إذ حتى أقرب حلفائه من أحزاب و قوى التحالف الوطني ليسوا راضين عنه فكيف الأمر بخصومه الكثيرين جدا من العرب والكورد "السنة " على حد سواء و الذين عندهم الاستعداد لحرق العراق على أن يبقى هو في الحكم ؟!..

إن من يفشل في الحكم ـــ وفوق ذلك بعهدين طويلين ــ عليه أن ينسحب بهدوء مفسحا المجال لغيره بدلا من أن ينزاح خزيا مخزيا ..

بطبيعة الحال نحن عندما نقول كل ذلك ، فأنه لا يعني عدم تأييدنا للقوات المسلحة بسحق داعش و أعوانه وتطهير الأراضي العراقية من هذه الجراثيم الداعشية الخطيرة، تطهيرا شاملا و نهائيا وكاملا..

  كتب بتأريخ :  الجمعة 04-07-2014     عدد القراء :  2304       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced