جهاد كفائي ضد ( دواعش ) البرلمان ..!
بقلم : علي فهد ياسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لم يتعرض الشعب العراقي طوال تأريخه الحديث مثلما يتعرض له في هذا الوقت العصيب من تهديد متصاعد لوحدته الوطنية وكيان دولته , بعد عقود الجمر التي أشعل نيرانها البعثيون منذ تصدر سدة حكمهم ( قائدهم الملهم ) نهاية سبعينات القرن الماضي , الذي بدء بالتصفيات الدموية للقوى الوطنية العراقية , قبل أن يفتح بوابات الحروب التي دمرت أحلام العراقيين , قبل تدمير بلدهم الذي كان زاخراً بكل مستلزمات البناء الناقل له ولهم الى مصافي البلدان التي يمكن ان يشار لها بالبنان .

الأطراف الاقليمية والدولية التي أختارت ( ربيبها الفرد وألهمته ) , هي نفسها التي أسقطته بطريقتها الدموية الخالطة للأوراق , والتي حافطت من بعده على هياكل مؤسساته التنظيمية لتستند عليها بعد تأهيلها ضمن النظام ( الديمقراطي ) المزعوم , لتكون أدوات للعبث السياسي بعد أن كانت ركائز للبعث المقبور .!

ماحدث طوال الأحد عشر عاماً الماضية من فوضى وتخبط سياسي وأقتصادي في ( عراق مابعد الدكتاتورية ) أفضل تعريف له , لايمكن أن يخرج عن مفهوم تكريس الصراع العراقي العراقي وصولاً لتقسيم العراق , وماجرى من خطوات في ظاهرها وعناوينها أنتظام تحت مظلات الديمقراطية لاتعدو كونها مساحيق تجميل للوجه القبيح للعراب الأمريكي وجوقته الاقليمية التي أرادت ( حز رأس النظام ) دون تغيير لونه وفلسفة حكمه وأدواته الخادمة لمصالحها منذ نصف قرن , وحين شعرت بفقدان ذلك , نشطت في التدخل السافر في شؤون العراق ومنع استقراره , خاصة وأن أدواتها وصلت الى مواقع القرار العليا بتمويل منها واسناد من الراعي الامريكي المتضامن معها ضد أماني العراقيين منذ اسقاط ثورة تموز وزعيمها الشهيد عبد الكريم قاسم .

لقد كان الأداء السياسي الهزيل لقادة ( ضحايا البعثيين ) الذين أهتموا بمصالحهم الشخصية على حساب مصالح ناخبيهم , السبب الرئيسي في أستقواء ( خدم ) القوى الاقليمية ومسانديهم الامريكيون في تشكيلة الحكم والبرلمان منذ سقوط الدكتاتورية وصولاً الى سقوط الموصل تحت أحتلال عصابات داعش , الذراع الدموي لقوى الشر في العالم , وبدلاً من أن يتوحد من يعتبرون أنفسهم ممثلي الضحايا في مواجهة هذا السرطان المدمر , نجدهم في أعلى مراحل تشتتهم وصراعاتهم في الوقت الذي يتكاتف أعدائهم التقليديون في مواقفهم وسلوكهم السياسي على طول الخط  رغم اختلافاتهم المعلنة , حتى وصلنا الى أننا ضحايا الطرفين وكأنهم ليسوا عراقيين !.

لقد افرزت الأحداث اصطفافاً واضحاً لفريقين لايمكن الجمع بينهما , ففي الوقت الذي يتعرض فيه العراق لشبح الحرب الأهلية , يكون برلمانه المنتخب من عموم الشعب غير ملتزم حتى بالاستحقاقات الدستورية التي أقرتها نفس القوى الممثلة في البرلمان من خلال الدستور الذي أعتمدته وأدعت ولازالت بأنه الحاكم لسلوكها السياسي , غير آبهةِ بدماء العراقيين وضياع ثرواتهم وتهديد مستقبلهم , ووصل الأمر الى أن البرلمان يؤجل جلسة أختيار رؤساء السلطات للمرة الثانية والى موعدِ بعيد , خلافاً لكل مفاهيم الطوارئ والنكبات التي تكون فيها مسؤولية البرلمان مضاعفة في أحتواء الأخطار والتصدي لنتائجها المهددة لوحدة البلدان وحياة شعوبها , في واحدة من أشد مظاهر الأستهتار وضوحاً على مدة تأريخ البشرية .

أذا كانت المرجعية الدينية قد أقرت وجوب الجهاد الكفائي لمواجهة تهديد عصابات داعش الدموية لمستقبل العراق والعراقيين , فأن هذا النوع من الجهاد مطلوب الآن لمواجهة من يمثل داعش في البرلمان العراقي , وهو جهاد نعتقد أن أعتماده ربما يكون أهم من ضرورته بشكله العسكري المفهوم لدرء الاخطار التي تمثلها العصابات المسلحة , لأن الجهاد ضد الدواعش في البرلمان يؤدي الى ( تنظيف ) مؤسسة التشريع العراقية من السرطان الارهابي السياسي , ويحررها من ضغوط كانت تفرض نظام المحاصصة الطائفية البغيض , الذي دمر البلاد وأهان العباد ودفع الشعب أثمانه من خيرة أبنائه .

لقد فرض أداء الأطراف السياسية مصائباً متلاحقة ومتصاعدة على فقراء العراق وعموم الشعب بنسب متفاوته , لكن جميعهم تعرضوا للارهاب وفقدان الامل في العيش الكريم داخل وطنهم الذي يحبونه مثلما تحب الشعوب أوطانها , لذلك لابد من التحرك الشعبي الواسع لأسقاط برامج هؤلاء السياسيين الذين أخذوا من الوقت اضعافه دون أن يلمح الشعب بصيصاً للأطمئنان على مستقبله في أدائهم , وحين يعجز هؤلاء وهم القوامون على السلطة والثروة من أكثر من عقد على مواجهة عصابات الأرهاب والقضاء عليها , فأن الشعب لابد أن يكون هو البديل ليواجه تلك العصابات ويدحرها , مثلما يكون هو المواجه والمحاسب لمن أنتخبهم .

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 08-07-2014     عدد القراء :  2532       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced