لماذا لا نفهم بعضنا بعضا ؟!
بقلم : مهدي قاسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

يبدو لنا أننا نحن العراقيين ــ وهنا لا اقصد شخصا بعينه ــ لم نعد نفهم بعضنا بعضا ، و كأننا نخوض حوارنا حيث كل واحد منا قابع في واد منعزل و بعيد ، أو بالأحرى لا نريد أن نفهم بعضنا بعضا و أن كنا نتظاهر بأننا نفهم بعضنا بعضا ، ولكن للحظات فقط !! ، ربما لهذا السبب تجري عملية تكرار نفس الطروحات و الأراء مرارا من قبل العديد منا ، و ضمن هذا السياق كتبنا ــ و كذلك غيرنا ــ لمرات عديدة بأن المالكي هو جزء من الأزمة و من نتاج المعضلة السياسية ذاتها التي وضعته في الواجهة الأمامية ، أي نظام المحاصصة ، و لكنه ليس الأزمة كلها ، وكتحصيل حاصل فأن إزاحته ( من ماذا ؟ في الوقت الذي هو مجرد رئيس حكومة تصريف أعمال المنتهية صلاحيتها الدستورية فحسب ) نقول إن عملية إزاحته قد تهديء المشاعر المستنفرة و المتهيجة ضده مؤقتا ، ولكن عملية الإزاحة هذه سوف تبقي على الأزمة ذاتها على شكل نيران تشتعل تحت الرماد لتندلع في الوقت المناسب ، إذ إن نظام المحاصصة الذي تدعو أغلب الحكومات في العالم إلى اعتماده أساسا لمشاركة جميع الأطراف في الحكم والحكومة ، هو مصدر الأزمة الدائم من خلال خلق شعور عند هذا المكوّن أو ذاك بالغبن و التمهيش والمظلومية طالما هذا المكوّن أو ذاك لا يمارس السلطة الفعلية وبهيمنة كاملة ..

فماذا سيفعل أحمد الجلبي أو عادل عبد المهدي إذا أصبح أحدهما ــ افتراضا ــ رئيسا للحكومة العراقية العراقية المقبلة ؟! ..

فهل سيتخلى عن كركوك و نصف ديالى للأكراد لكي يرضوا عنه مثلا ؟!..

أم يتحتم عليه أن لا يقوم باعتقال عناصر متورطة أو مشبوهة بعمليات إرهابية تنفيذا أو تواطئا تفجر يوميا هنا و هناك ، لكي يرضى عنه المكوّن السني مثلا ؟!..

ربما إن من يأتي بديلا عن المالكي سيكون أقل ميلا لهوس التسلط والهيمنة الفردية ، ولكنه لا يستطيع أن يمنح كركوك و نصف ديالى للبرزاني ولا يستطيع أن لا يعتقل ممن يتورطون بارتكاب أعمال إرهابية يومية و حواضنها الضليعة ..

هذا دون أن نتحدث عن أن نظام المحاصصة أوحكومة الشراكة الوطنية التي يلحّون على تشكيلها الآن كحل للأزمة السياسية الراهنة في العراق ، فإلى جانب كونها مصدر فساد و فاسدين ،فأنها ستخلق حكومة عاجزة أو مشلولة بوصايا وتدخلات الأحزاب المشاركة في الحكومة ، أي على غرار الحكومات السابقة ، لينتهي الأمر ــ كما يقول المثل الشعبي ــ إلى نفس الطاس و الحمام ، ليبدأوا العزف المنفرد أو الجماعي من جديد على أنغام نفس الأسطوانة من مزاعم التمهيش و المظلومية و القتل و والتمييز الطائفي ومصادرة الحقوق ..

إذن فعلة العلل تكمن في نظام المحاصصة الطائفية و القومية ذاته الذي يجب إلغاؤه وقلعه من جذوره تماما : كسن فاسد ومسوّس منخور ومصدر الالتهابات و المعاناة ، و إيجاد بديل من نظام وطني يقوم على أساس المواطنة و ليس على أساس الطائفية أو القومية المحاصصتية ..

و غير ذلك فلن تُصلح الأمور في العراق لو حتى عينوا ملاك مبعوثا من قبل الله رئيسا للحكومة العراقية القادمة ..

إذ فسوف تظهر نفس المشاكل و الأزمات السياسية السابقة و الحالية ليتحول الملاك إلى زعيم طائفي يضطهد باقي أبناء المكوّنات الأخرى !!..

إلا فمن الأفضل تقسيم العراق بشكل سلمي ، ليحكم كل مكوّن عراقي نفسه بالشكل الذي يرتئيه لنفسه ويراه مناسبا و صالحا له ، بعيدا عن هيمنة أو تسلط مكوّنات أخرى ..

  كتب بتأريخ :  السبت 12-07-2014     عدد القراء :  2580       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced