بدأ هذا الغضب الالهي , بالتطهير العرقي , باسلوبه البشع والوحشي , منذ قيام العهد الجديد في العراق , ومخصص بالذات ضد الطوائف المسيحية , والاقليات العرقية والقومية , مثل : الايزيدية والتركمان والصابئة والشبك وغيرهم , وتحول الى ممارسة يومية بشعة , بعدما كان في الحقبة البعثية , موجه ضد الاكراد , باسلوبه الشوفيني والعنصري المتعصب بشكل اعمى . ولكن في الظروف الحالية دارت الدائرة , ضد الاقليات العرقية والقومية , التي كانت متواجدة في العراق , ومن سكان العراق الاصليين , منذ حضارة وادي الرافدين , والسبب في بزوغ هذا النهج العدواني الهمجي , الذي اخذ شكل الشوفينية النازية , يعود بالدرجة الاولى , بان حكومات العهد الجديد السابقة والحالية , لم توفر الحد الادنى من شروط الحماية اللازمة , , بل انتهجت سلوك التغاضي والاهمال , والتستر على عمليات القتل والتهجير , وحتى لم تولي العناية الاخلاقية والمسؤولية الوطنية والانسانية , في حماية دور عبادتهم من عمليات التخريب والتهديم والقتل , وحتى طقوسهم الدينية , تعرضت الى انتهاكات صارخة ووحشية وضيق عليها الخناق , وسط صمت مريب ومخجل , حتى من الكتل السياسية المتنفذة , كأن هذه الاقليات العرقية والقومية , ليس لها حقوق مشروعة وكرامة وحرمة وانسانية في العراق . ان هذا الموقف الشائن والمخجل من الحكومة والكتل السياسية , هو وصمة عار , يخجل منها الضمير والرأي الانساني , الذي يتوسم الشرف والاخلاق والمبادئ السياسية , التي تناصر الانسان , وهي تتخلى بشكل مشبوه , في الواجب الوطني في حماية هذه الاقليات العرقية والقومية , بتوفير الحرية لها في ممارسة المعتقد والطقوس الدينية , او ان هذا الصمت المشين , يفسر كأنه اعطى الضؤ الاخضر للمليشيات المسلحة والقاعدة وداعش واخواتها , ان تمارس بحرية مطلقة , عمليات القتل والتهجير , وادخال الرعب والخوف , بهدف الابادة والتطهير العرقي , والذي اتخذ في الفترة الاخيرة , اشكال عدوانية صارخة , واعمال اجرامية يومية , مما جعل حياة هذه الاقليات , كأنها تعيش في جحيم جهنم , حتى اخذت اعدادهم تتناقص بشكل مخيف , عبر عمليات القتل والتهجير , بالتواطئ المريب والمشبوه من الحكومة , وبعض اطرافها السياسية المتنفذة . لقد نجحت سياسة التهجير والقتل والابادة والتطهير العرقي , وسط هذا الصمت المخجل . واليوم مجرمي داعش يكملون فصول مسلسل التطهير العرقي لهذه الاقليات , في تهديد الطوائف المسيحية , بفرض شروط اجرامية قاسية وبشعة , حتى يفرغوا الموصل من الطوائف المسيحية , بعد ان خربوا وهدموا 30 كنيسة , وبعضها يعود الى اكثر من 1500 سنة , ان يفرضوا شروطهم الوحشية , بان تختار هذه الاقليات العرقية , ثلاث طرق لاغيرها .. اما الاعتناق الدين الاسلامي . واما ان تدفع الجزية , واما القتل بحد السيف . هكذا وصلت المأساة في العراق , في ظل الاهمال والصمت من الحكومة والكتل السياسية , كأن الامر لايعنيها ولا يخصها , لامن بعيد , ولا من قريب ........ فبئس لهذا الزمن الارعن والتعيس ....... وبئس لرجال السياسة المتنفذين , الذين صخموا وجه العراق بالسواد , وجلبوا الخراب والكوارث ....... وبئس للضمير العراقي الصامت , امام هذه الجرائم بحق مواطنين عراقيين , لان هذا التهديد الداعشي , لايهدد جنتهم في المنطقة الخضراء