المناصب الحكومية لا تدوم .. حب الناس يدوم..!
السيد محمد عبد الجبار الشبوط رجل اعلامي عراقي كنت وما زلتُ أقرأ له كثيراً من مقالاته . فيها ما يستهويني لأنها صادقة وفيها ما لا يعجبني لأنها مجرد (دعاية حكومية) لا تدل إلاّ على كونها (دعاية الموظف الادنى للموظف الأعلى ) . الشبوط يحمل أعلى عنوان وظيفي بالعالم فهو يذيل توقيعه:(مدير عام الهيئة العامة لشبكة الاعلام العراقي في جمهورية العراق) كما أنه يضع اسمه على اغلب المسلسلات الرمضانية وفي تايتل اغلب البرامج وحتى في الأغاني الوطنية باعتباره (المشرف العام) كأن تلك المسلسلات والبرامج والأغاني ليست بذات قيمة من دون ملاحظة اشرافه عليها . معنى هذا وغيره أنه يسعى دائماً من أجل الحصول على الشهرة والشعبية كي يصبح اسمه بمستوى شعبية الفنان كاظم الساهر أو بمستوى الرياضي رونالدو أو الموسيقار بيتهوفن أو بمستوى الفيلسوف (غوته) ..!
كاظم الساهر صار اسمه فنانا معروفاً ليس لأنه (مدير عام) بل لأنه (خاطب) عواطف الناس بأغانيه ذات الألفاظ والكلمات الشعبية البسيطة لشعراء عراقيين وعرب يمكن لأي مستمع أو مستمعة خصوصا من المراهقين والمراهقات أن يحفظها أو تحفظها من أول مرة يسمعها سامع أو تسمعها سامعة ..!
كان الموسيقار العالمي (بيتهوفن) يصر على أنه أكثر شعبية من صديقه الفيلسوف (غوته) الذي كان يصر على أنه الأكثر شعبية في العالم. ذات يوم دخلا ، معاً، إلى حديقة في مدينة (انسبروك ) النمساوية فصادفهما فلاح الحديقة مرحبا بهما أجمل ترحيب فسأله بيتهوفن : هل عرفتنا .. أنا بتهوفن وصديقي هو غوته..؟ أجابه الفلاح : نعم يا سيدي فأنت بائع السندويتش في شارع سوبرفاست وصديقك اعرفه أيضا فهو نادل الحانة المجاورة..! أليس كذلك..؟
ضحك الشاعر والموسيقار فقد اتضح لهما أن لا أحد منهما أكثر شهرة من الآخر بنظر الفلاح ، الإنسان البسيط..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قيطان الكلام:
نوعان من الاعلاميين الحكوميين في العراق الجديد: واحد منشغل بتسويد شعره الأبيض.. وآخر يرى الديمقراطية : خطوة إلى الامام وخطوتان إلى وراء ..!
المناصب الحكومية لا تدوم .. حب الناس يدوم..!
