الدولة العراقية ولادتها قيصرية عسى الوليد أن يكون سليماً
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

ما فتىء فرقاء العملية السياسية يدورون حول الفقرة الدستورية الناصة على احقية الكتلة البرلمانية الفائزة بترشيح عضو منها لرئاسة الدولة . والبرلمان يجتمع ويناقش ، والنتيجة تنتهي بطوي الملف لإشعار آخر.

يجري هذا ، وجميع المراقبين يشيرون الى خطورة تعثر العملية السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة وخطورة التأخر في هذا المسعى ، وحالة العراق كما يوصوفون احداثه ، أنها لا سابق لها في أية دولة اخرى . والحالة هذه تستدعي ضرورة وجود حكومة تشارك فيها جميع الكتل السياسية وبشكل ديموقراطي ، تقود شعب العراق بجميع مكوناته في التصدي لنكبته الكبرى التي تهدد كيانه ومستقبله .

إن الدول المعنية بالوقوف الى جانب العراق في محنته ( امريكا فرنسا بريطانيا ) بالإضافة الى مجلس الأمن ، يناشدون العراقيين بالإنصراف الى هذه الخطوة المهمة ( تشكيل الدولة ) كشرط اساسي في مواصلة الدعم الدولي للعراق والوقوف الى جانبه بوجه هذه الهجمة الشرسة .

ولا يخفى بأن القصف الأمريكي في منطقة محدودة ، قد لا يضعف  من قدرات داعش على التكتيك العسكري ، لنقل هجماتهم الى امكنة اخرى وتحقيق اختراقات جديدة . وهذا ما يجمع عليه المحللون العسكريون . لذا بات ضرورياً توفير هذا المناخ المطلوب لإقناع الدول الساندة بأهمية توسيع وتكثيف التدخل العسكري الميداني الكفيل بشحن قدرات القوات العراقية ، لدحر الغزاة الذين يحكمون السيطرة على ثلث مساحة العراق تقريباً . ولا زالوا يتمتعون بعنفوان الهجوم  والإكتساح في اماكن عديدة . هذا هو الواقع على الأرض برغم المقاومة العراقية الشديدة في الجنوب والشمال وتوحيد مركز القيادة الميدانية .

ونُـذكَّـرُ في هذا الصدد ، بأن الوقفة الدبلوماسية  من قبل دول عربية وغيرعربية ، لا تغني في هذا الوضع المخيف ، لأن ما يقف وراء داعش ليست منظمات ولا مجرد  اشخاص ، حيث بات واضحاً للعيان ، بأن هجومها على العــراق بهـذه القـدرات الميدانيـة ، يكشف عـن تخطيـط  تقـف وراءه حكومـات ومافيـات علــى اشكالهـــا واصحــاب رؤوس امـوال ، وخبـراء تبييــض الأمـوال ، بالإضافة الى مراكز غسل الدماغ ، ووضعوا بوصلة لهذه الموجة الإرهابية تتحرك على هداهم وعلى ضوء مقاصدهم .

وليس من الصواب بمكان التصور  بأن عزيمة العراقيين وإصرارهم على القتال والإستماتة في الدفاع عن ارضهم ، كافية لتوفر لهم فرصة احراز النصر المؤزر على هذه السعالي ( المخلوقات الخرافية ) التي تعبث بأمن الوطن وسلامته . فلا مناص من طلب العون من دول عربية واجنبية والمنظمة الدولية ، ودعوتها الى الوقوف بقوة الى جانب العراق المستهدف بعمق في هذا المشروع السلفي الخطر .

وطلب العون الذي نحن بصدده . لم يكن في صالح العراق فحسب . لأن سقوط العراق بيد هذه المنظومة الإرهابية ، بالتأكيد  سوف يمس مصالح هذه الدول ، أجنبية كانت أم عربية ، هذا من ناحية . ومن ناحية اخرى ، سيكون ذلك ايذاناً بوقوع نازلات كبرى شبيهة بما يحصل في بلدنا بدول اخرى وبالتحديد في الشرق الأوسط العربي . وامامنا اليوم صورة تعكس ما يحصل في بلدة ( عرسال ) اللبنانية التي اخترقتها فصائل من ( داعش ونصرة ) في محاولة لفتح جبهة ثانية لهم تتواصل مع احداث العراق .

وحتى دول الغرب باتت تتوجس خيفة من اختراق الموجة السلفية هذه لحدودها . وقد ورد في تصريحات ( مكين ) مشيراً الى مدى خطورة داعش المحتملة على الوضع الأمني فـي الولايات المتحدة الأمريكية .

من الأخبار المسربة التي تزيد من التشاؤم في انتهاء ازمة تشكيل الحكومة ، هو خبر اقدام ما صرح به دولة رئيس الوزراء السيد المالكي ، معلناً على الملأ برفع شكوى على رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ، يتهمه بالتأليب عليه وبوضع العراقيل امام مسار الأمور في صالحه . وفي كذا اجراء ، سوف يختلط الحابل بالنابل ، ولم يبقَ امل في تقارب الآراء للخروج من مأزق التباعد بين القوى المعنية بتشكيل الحكومة . وليس من شك ، بأن وراء هذا الإجراء ،  شدة في التخاصم وصرف وقت ثمين في التنابذ والتبادل في التهم بين البعض والآخر .

عوداً على بدء . نقول بأن شعب العراق يضيق ذرعاً بهذه المشاحنات بين فرقــاء العمليـة السياسية .. المشاحنات التي توحي بمزيد من التعقيدات وفقدان فرص التوصل الى اية نتيجة وبالتالي تفرض حكومة تصريف أعمال نفسها ، الأمر الذي يخالف ما تريده الأمم المتبرعة في اسناد العراق ، ويخيب ضنها في قدرات سياسيين ، فشلوا في تشكيل حكومة وحدة وطنية التي تعدُّها هذه الأمم ذات اهمية قصوى في الوضع العراقي الراهن . ولربما يضيّع العراق فرصة دعم كامل له  في تصديه للمعتدين ، ودرء خطر توغلهم وانتشارهم في مساحات اخــرى من البلاد .

  كتب بتأريخ :  الإثنين 11-08-2014     عدد القراء :  2115       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced