خيمة فؤاد معصوم
بقلم : عبد المنعم الاعسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

اقطع القول، وعلى مسؤوليتي، ان خيمة فؤاد معصوم لم تكن لتضيق امام رئيس الوزراء، المنتهية ولايته، نوري المالكي، فقد كان للرجل مكان في تلك الخيمة، وفي موسوع صدر رئيس الجمهورية الجديد وسعة مراصده للامور، وكان المالكي سيبقى، على نحو ما، على مسافة قريبة من مركز القرار السياسي ولن يكون بعيدا عن ادارة الدولة والسياسات، بصرف النظر عن “الذنوب” التي يحشدها عليه خصومه، وعن الاعتراضات الوفيرة على خيار “الولاية الثالثة” وعن الاصوات التي تطالب بالقائه خارج المعادلة وتلك التي تطالب بمقاضاته والقصاص منه وفتح ملفات الاعوام الثماني العجاف عليه.

ولا اتجاوز مهمتي هنا كمحلل، اكثر من الافتراض بان المالكي سيحصد رصيدا طيبا من السمعة والرضا لو انه تفاعل مع نصائح الرئيس في لقائهما (السبت 26 تموز) بوجوب احترام التداول السلمي للسلطة، قولا وعملا، ولو انه قرأ جيدا دلالات وصول معصوم الى هذا المنصب المحوري الخطير من المعابر الضيقة، كردستانيا وعراقيا ودوليا، ومستدلات شخصيته وعقائده الفكرية والسياسية، ولو انه تجنب القراءة بالمقلوب لما يعني بان الرئيس ضامن للدستور وما تعني الكلمات “البرقية” التي اطلقها غداة ادائه القسم بالعمل على تشكيل فريق حكومي على اساس الشراكة الوطنية الواسعة.

الذين تابعوا عن قرب اراء وتصورات وإدارات رئيس الجمهورية للمهمات و”الوظائف” التي نهض بها يعرفون جيدا نأيه عن منحرفات ومنزلقات وإغواءات فكر الاقصاء والتسقيط والاستعداء، وقد سمعته اكثر من مرة وهو يدافع عن خيار “التوافق” في مرحلة ما بعد الدكتاتورية، وتحذيره من سياسات الاستفراد والاستئثار والتحكم، كما يعرفون انه، حين يكون في موقع المسؤولية والقرار، يفضل السكوت والانتظار على ان يدلي برأي أو تقدير أو موقف يفاقم الخلافات ويؤجج الخصومة، في وقت لعب الكثير من الساسة والمسؤولين هذا الملعب العبثي وحصدوا ما حصدوا، بل وحصدت البلاد جراء ذلك كوابيس وخرابا وبلاءات وطوابير ضحايا لا اول لها ولا آخر.

على ان الوقت ينفد امام المالكي لينضمّ الى خيمة الرئيس معصوم ويحظى بوسام “الانسحاب المشرف” إذ الآن يحاول خوض معركة دستورية فقدت عناصر الانتصار والقدرة على إعادة عقارب الساعة الى الوراء، ويّرجح انه سيبقى في الموقع الملتبس بعنوان “الاكثرية العددية المغدور بها” تحت مؤشرات سياسية تتراجع بالاتجاه المعاكس لحساباته، ووابل من النيران الصديقة التي تتزايد على مدار الساعة، وهو مآل كان يتوقعه الكثير ممن تابعوا “سقوط” الزعامات الحاكمة في هذا القوس من خارطة العالم، فمنهم من خسر السلطة ونجا بحياته، ومنهم من خسر السلطة وحياته معا.

“بِذا قَضَتِ الأَيَّامُ ما بينَ أَهلِها ...

مَصائِبُ قَومٍ عِنْدَ قَومٍ فَوائِدُ"

ابو الطيب المتنبي

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 12-08-2014     عدد القراء :  2034       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced