موقع الكتروني تحوَّلَ الى معرض التخوين والتسقيط
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

من نوافل القول : إذا عُرفَ السببُ بطلَ العجبُ . من جملة ما اطلعت عليه هذا الصباح كان في موقع استحال الى معرض تتاشحك فيه مقالات مدبجة بسهام من الحقد والكراهية للرئيس المنتهية ولايته ( المالكي ) وكأن اصحابها ينادون فيها " حل النور وانقشع الظلام او انتصر الحق وزهق الباطل " يشيعون هذا الرجل بكل ما ملكت امزجتهم من التهم والإفتراءات وهم بعيدون كل البعد عن المعتركات الصعبة التي خاضها في مواجهة مؤامرة شرسة من الداخل والخارج ، منذ استلامه رئاسة مجلس الوزراء عام 2006 ولحد هذا اليوم . ولا مراء  في أن عملية التخوين والتسقيط ، ماهي سوى عادة مستديمة في الشارع العراقـي وعلـى كل المستويات . وكل من عاصر احداث الإنقلابات العسكرية وتبدل الحكام ، لابد له أن شاهد هذه الظاهرة ، وخاصة في وسائل الإعلام  حيث تقام مراسيم مسخ كل ما تعلق بالنظام المخلوع من ايجابيات ، مهما كان حجمها والتبجيل بشكل مبكر بما حل محله دون الإنتظار وقوفه على المحك .

بعد سقوط النظام الملكي ، تعرضت العائلة المالكة الى الهلاك بالكامل ، وانسحبت الويلات الى ادارات المملكة ، وحتى شملت صغار الموظفين المتعينين بالوساطة ( العادة المستشرية في العراق ) ولم يبقِ معظم الشارع العراقي نقطة ايجابية لأي واحد من ذلك النظام .

وفي صبيحة ثورة تموز هبت الجماهير العراقية في التبجيل والتعظيم للحدث وقادته وعلى رأسهم الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم . ولما نجحت المؤامرة الرجعية الإستعمارية في اسقاط تلك الثورة الوطنية الخالدة . تسابق الإعلاميون الإنتهازيون في التشهير ، ليس في الثورة وقيادتها ونصرائها  فسحب ، وانما بالتحديد بشخصية انزه حاكم عرفه العراق منذ تأسيس دولته ولحد يومنا هذا . وهو الزعيم عبد الكريم قاسم . ولم ازل اتذكر لقطة  تلفزيونية  للمذيع قاسم السعدي وهو محاط بانتهازيين  من امثاله ، يعلق على ادوات مطبخ للزعيم في وزارة الدفاع ويبالغ بزعيق مفتعل وبفريةٍ مفضوحة عن ما يحويه ذلك المصبخ من اطباق ومعاليق مذهبة ،  وكان الناس يتابعون ذلك ، ولم يشاهدوا غير ابسط مما تحويه معظم المطابخ في بغداد آنذاك .

واستمرت الإذاعة العراقية والصحف المحلية تلفق ما طاب لها من المهازل بحق انسان في منتهى الصدق والنزاهة والتواضع الجم الذي لم يعرفه  قبله ولا بعده من حكام العراق . واذكت تلك الدعايات آفة الإزدواجية عند شريحة من المنتفعين والجهلاء بالإضافة الى المضللين كما واوغرت صدور الحاقدين والمتدلسين .

ليس المقصود مما تقدم بأن المالكي كان معصوماً من الأخطاء ، لا بل كان مخطئاً في العديد من التقديرات والمواقف . ولكن لم يكن من الصواب التفكير بأن غيره كان يجترح المعجزات في التصدي لثقل التآمر الذي كان من ثمراته هذه الغزوة الرهيبة التي تضرب الأطناب في جنبات العراق .

والى ذلك ، ما كان على اصحاب الأقلام ، التأهب وانتهاز فرصة انسحاب المالكي والتنازل لبديلة سواء كان ذلك طوعاً او جبراً ، القيام بهذه الحملة الكتابية التي تشي عـن تحامـل مفضوح . لأن الرجل ، الذي انصبت عليه مختلف التهم ، لم يكن طيلة عقدين ونيف يسيح ويتنزه هنا هناك ، بل كان غارقاً  في لجة من التآمر من الداخل والخارج ، وبنفس الوقت امام ملفات عصية الى الحل ولازالت . للننتظر ماذا ستكون الحلول بالنسبة لمحتويات الفقرة الدستورية 140 بشأن كركوك والمناطق المتنازع عليها مع الأكراد ، وكذلك بالنسبة لمدنية الدولة ، وقانون المساءلة  واطلاق سراح السجناء المحكومين على جرائم قتل وتفجير وحضن ازلام التفجير بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة ومفجري أنابيب النفط وهلم جرا .!

قاد المالكي عملية سياسية قاصرة وفرقاءها معظمهم في حالة تضادد مستمر ، والى وقت طويل . حتى اصبحت  البلاد وكأنها ليست فيها دولة مؤسسات . وعمليات التخريب والفساد على اشدها . اما هجمات القتل والتدمير داخل العراق قائمة ومستمرة .

يوعد اليوم الرئيس حيدر العبادي بتصفير الأزمات مع دول الجوار جميعها ، ولم يتطرق الى تصفير ازمة الملفات الصعبة في الداخل التي تربك العملية السياسية منذ قيامها .

نقول لزملائنا اصحاب الأقلام . مهلاً لننتظر بزوع الشمس من خلل الغيوم الدكناء ، أفضل من الدخول في حملة تسخير الأقلام لتخوين وتسقيط السابق قبل ما سوف يجترحه اللاحق لنلمس المفارقة بين الإثنين . والعراق كما تعلمون في حالة لا تحمد عقباها بالإستناد الى ما هو قائم على الأرض . والمواعيد ليس من السهولة التهكن بثمارها .!

  كتب بتأريخ :  الجمعة 15-08-2014     عدد القراء :  2283       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced