عمال النظافة في ذي قار يتحملون أوزار الفساد ..!
بقلم : علي فهد ياسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

أصدر ديوان محافظة ذي قار أمراً ادارياً برقم ( 10378 ) وبتأريخ الثامن عشر من تموز 2014 , خفض بموجبه اجور ( عمال النظافة ) في مركز المحافظة ووحداتها الادارية , مسببةً القرار بتخفيض وزارة المالية للموازنة التشغيلية بنسبة ( 30 % ) , لتصبح اجور العامل في مركز المدينة ( 8000 ) ثمانية آلاف دينار و في الأقضية والنواحي ( 6000 ) ستة آلاف دينار فقط , ليكون عامل النظافة أول المتأثرين بتخفيض ميزانية المحافظة , مع أن أجوره هي الأدنى في السلم الوظيفي في عموم العراق .

الملفت للانتباه في هذا القرار الاداري , أنه يفرق بين المشمولين به على أساس مواقع عملهم رغم أنهم يؤدون نفس العمل ويحملون نفس التعريف الوظيفي أمام القانون , اضافة الى تساوي ساعات عملهم بغض النظر عن المكان الذي يعملون فيه , وهم تابعين لنفس الدوائر البلدية سواء كانت تلك الدوائر في ناحية أو قضاء أو في مركز الناصرية , فمن غير المعقول ان جهة اصدار القرار قد أكتشفت أن الاقضية والنواحي هي أنظف من مركز المحافظة كي تستنتج أن جهد عمال النظافة فيها هو أقل ولذلك يجب ان يتقاضون أجوراً أقل , ناهيك عن أن اجور هؤلاء العمال هي بالاساس لاتتناسب مع الجهد الذي يقدمونه في ظل غلاء الاسعار وهم يعيلون عوائلهم الفقيرة , والكل يعرف العدد النسبي للعائلة العراقية , وحين نقسم الاجر اليومي على عدد ساعات العمل يكون أجر الساعة الواحدة لايكفي سعر رغيف الخبز , فهل نخفظه بدلاً عن زيادته ؟ .

الأمر الاخر الملفت للانتباه في هذا القرار هو استهدافه لادنى شريحة في سلم رواتب العاملين في دوائر الدولة , وكأن تخفيض أجورهم سيساهم في تعديل الميزانية بشكل مؤثر وملموس بحيث يخرجها من عنق الازمة , بدلاً من البحث عن شرائح أخرى تلتهم رواتبها ومخصصاتها وايفاداتها ونثرياتها , النسب الكبرى من خطوط الميزانية على مستوى المحافظات أو المركز , بعد أن اعلن ديوان الرقابة المالية أرقاماً مهولة من أبواب الصرف التي أرهقت ميزانية العراق طوال العشرة أعوام المنصرمة , وكانت أحدى أخطر قنوات الفساد والتبديد والاستهتار باموال الشعب , بعد ملفات سرقة المال العام التي لازالت قائمة على قدم وساق , والتي ازكمت روائحها الانوف .

اننا ندعو ادارة محافظة ذي قار الى البحث عن منافذ اخرى لضغط النفقات انسجاماً مع قرار وزارة المالية بتخفيض النفقات , بعيداً عن اجور هؤلاء العمال الفقراء أصلاً , قبل أن ندعوها للبحث في زيادة اجورهم , لأنهم يقدمون خدمةً عامة لايمكن الاستغناء عنها , في ظروف أقل مايقال فيها انها ظروف صعبة , وهم مجبرون عليها لاعالة عوائلهم , وهم اخوتنا وابنائنا الذين نحترم عملهم الذي يخدمون به شعبهم بشرف , بدلاً من آخرين تلقفهم الارهاب وتحولوا الى وحوش بشرية .

  كتب بتأريخ :  السبت 23-08-2014     عدد القراء :  2031       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced