الحذاء الامريكي يفرض اعلان الحكومة الجديدة
بقلم : جمعه عبد الله
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لقد طال امد الخلافات الحادة , على الحقائب الوزارية للحكومة الجديدة , لان كل طرف يحاول ان يكسب ويربح اكبر حصة من الكعكة العراقية , في الحقائب الوزارية وخاصة السيادية , وقد تحولوا قادة الكتل السياسية من خلال هذا العراك الناشب , الذي اتسم بمصارعة الثيران , الى تجار كراسي ومناصب , وكل طرف يحاول ان يزيح الطرف الاخر ويخمط منه الوزارات المهمة , لذلك دخلوا في معمعة المزايدات والمقايضات رخيصة , وفي اسلوب شن الاتهامات المتبادلة , فكل طرف يحاول ان يحمل الطرف الاخر مسؤولية رفع سقف المطاليب , والتهديد بالانسحاب من تشكيلة الحكومة القادمة , وبدأ المشهد السياسي كأنه عركة صبيان مراهقين , وليس مفاوضات قادة دولة وفي يدهم مصير الشعب , فقد اخذت ايام طويلة تمر من المفاوضات دون نتيجة , بل اخذت منحى التعقيد والصعوبات والمعوقات والمهاترات , والتي أدت الى تأخير اعلان الحكومة الجديدة بطاقمها الكامل , وباتت مهمة تكليف السيد حيدر العبادي , مهددة بالفشل , لانها دخلت في نفق الحصص والكراسي , وفي شرنقة اخطبوطية لا مخرج لها , فقد تركوا مصالح العراق جانباً , وتحولوا الى قطط تتعارك على الشحمة , وبدأ المسرح السياسي يتجه الى المهزلة والمسخرة , وبات صعوبة الاتفاق على الوزارات وتقسيمها وتوزيعها , رغم مناشدات الداخل والخارج , بالاسراع بتشكيل الحكومة الوطنية , التي تحظى بقبولية وطنية واسعة , حتى يتفرغ العراق الى الخطر الجسيم من عصابات داعش المجرمة , التي ترتكب كل يوم مجزرة جديدة , بحق المواطنين الابرياء , وان تأخير اعلان الحكومة , يقوي عزيمة العصابات الارهابية , بذريعة استمرار امد الازمة السياسية , واتضحت مواقف قادة الكتل السياسية , بأنهم لا يهمهم مصير العراق والشعب , بقدر الاستحواذ على الحقائب الوزارية والمناصب السيادية , وهذا ما توضح في مفاوضاتهم الطويلة , وكأنهم في حلبة مصارعة الثيران , ورغم ان العراق يمر بحريق خطير وجسيم ,ويتطلب نزع فتيل النزاع الطائفي الخطير , الذي استغل واستثمر ابشع استغلال والى اقصى حد , على حساب المصالح العليا للوطن , وبدأ كأن المفاوضات دخلت في حلقة مفرغة , لا يمكن ان تنتهي وتحسم , إلا بتدخل اطراف خارجية تفرض الحل على الجميع , ولابد من ضرورة تدخل السيد والي الامر ( امريكا ) برفع الحذاء والتهديد به , وبالفعل حصل ذلك , وبذلك هدأت عواصف الخلاف والعراك , وتركت الثيران حلبة الصراع , وجلست على طاولة المفاوضات برؤوس منكسة وذليلة ومهانة , بأمر السيد العالي , وصي الله على الارض , وبدأ الاعلان على تشكيل اعلان الحكومة , ولصمت الاصوات الرافضة والمطالبة بحصص اكثر , هكذا انتهت المعركة , واقتنع الجميع بما هو موجود ( هذا من فضل ربي ) او من فضل السيد العالي , وتغيرت وتبدلت مشاهد السيرك المسرحي , بمشاهد تدل على اعلان الفرح والابتهاج , وخاصة وان الحكومة الجديدة , ستنال ثقة البرلمان , بالتصفيق الحاد والصاخب , ويبدأ مهرجان بوس اللحى والقبلات والاحضان , والتكشيرات المصطنعة , امام وسائل الاعلام , ولابد للاخوة الاعداء , ان يظهروا لغة جديدة مخلوطة بالبهارات والملح , في الحمية الوطنية , بانهم في مفاوضاتهم المسؤولة , كانوا ساهرين وحريصين كل الحرص على وحدة ومصالح العراق , وسعوا بكل مسؤولية الى الغاية السامية , في الحفاظ على مصالح العراق في عيونهم ( وليس في جيوبهم ) وان هدفهم النبيل خدمة الشعب ( وليس العكس ) , وانهم سيعملون على انقاذ العراق , ودحر الارهاب الدموي , هذه اللغة الجديدة , هي احدى الوصايا العشرة من السيد العالي ( امريكا ) وخاصة وان مبعوثها سيصل الى العراق , في يوم 8 - 9 - 2014 , ويجب ان تكون كل الاشياء جاهزة وحاضرة , وإلا فان لغة الحذاء , خير وسيلة لتفاهم والاتفاق

  كتب بتأريخ :  الإثنين 08-09-2014     عدد القراء :  2343       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced