لقاء المالكي والنجيفي وعلاوي.. قراءة استباقية
بقلم : عبد المنعم الاعسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

أثار ويثير مشهد جلوس رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، ورئيس مجلس النواب السابق اسامة النجيفي، ورئيس الوزراء السابق اياد علاوي متجاورين في قاعة البرلمان خلال مراسيم اعلان الحكومة الجديدة، ومتجاورين في منصب واحد، نائب رئيس الجمهورية، تعليقات وتأملات وظنون متشابكة، وهو امر طبيعي بالنظر للأرشيف المليء بالشظايا والاحتقانات والدهاليز التي لعب فيها خطباء وأدعياء ووكلاء (بالنيابة) تفننوا في تسويق البضاعة الاعلامية شديدة الهياج والتسقيط والتجييش، في مرحلة من اعقد واسوأ مراحل العراق، يكفي القول انها فسحت المجال امام مشروع الردة التكفيري الاجرامي ليهزم الدولة في خواصرها، والى تدفق فضلات العالم البشرية الى العديد من مدن العراق.

طبعا، لا ينبغي ان نحمّل المشهد اكثر مما يحتمل، ولا ان نراهن على نيات أصحابه ونواياهم، لكن المحلل لابد ان يرصد فيه، أولا، اشارة استرخاء موجهة الى الملايين العراقية الغارقة في القلق حيال مستقبل وجودها والخائفة من دخول الصراعات بين الاقطاب السياسيين في دوامة لا خروج منها، وثانيا، رسالة طيبة الى الراي العام العالمي المشغول بمصير العراق الذي دسته الصراعات والتهديدات في نفق مرعب بتكاليف باهضة بالارواح والثروات، وثالثا، كنقطة دالة على رجاحة الدور المحوري لرئيس الجمهورية فؤاد معصوم الذي وضع المنصب السيادي الاول في موضع الشراكة العملية لإدارة السياسات الضامنة للتهدئة وتعبئة الجهود لدحر الارهاب.

اقول، لابد من استحسان الخطوة من زاوية الحراجة الشديدة التي يمر بها قارب المرحلة والحكم، مما لاتسمح للمزيد من التخندق والاحتراب الفئوي والشخصي خشية ان ينقلب هذا القارب بما فيه، ومن عليه، وهي، الى ذلك، لاتزال في موصوف الخطوة التي لايمكن لها ان تصبح معادلة راسخة في العمل السياسي من دون حشوة نوعية من الالتزامات، عابرة للانانيات والحسابات الضيقة.

من زاوية اخرى، لا غرابة ان تفتح السياسة الجسور امام لقاء المتخاصمين. هذا يحددث دائما، حين يقرر (أو يضطر) المتخاصمون ان يلتقوا على ما كانوا يرفضون اللقاء عليه، ودائما، تكون أحكام علوم الديناميكيا وراء هذه الظاهرة، فان المتخاصمين في ميدان السياسة ليسوا صورا معلقة على الجدران لاتتحرك إلا بفعل ارادة الغير او حين ينهد الجدار، كما ان المجتمع السياسي، عموما، هو في وضع ديناميكي متغير، ويقول الاستراتيجيون أن الثابت في السياسة هو المتغير، وان علم السياسة هو علم الحركة، في كل مستوياتها وفروعها.

الشيء الذي حدث يتمثل في ان السياسيين الثلاثة تخلوا عن تسكين المواقف، وتحركوا خطوة معاكسة للتخندق (المناهض للديناميكيا) بالاتجاه الصحيح، بانتظار خطوات منتجة اخرى، وفي مسرحية توفيق الحكيم يلخص تجربة رجل دخل معترك الصراعات على السلطة بالقول أن "السياسة رمال متحركة والبارع من يجتازها متحركا".

نحن نبحث عن ضوء في نفق مخيف.

“ان كل ما هو عقلي، حقيقي”.

هيغل

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 09-09-2014     عدد القراء :  2121       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced