الدهاء المنتصر و البلادة المنهزمة
بقلم : مهدي قاسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

اعتمدت عصابات داعش على شيئين في تفوقها القتالي وهما الدعاية و الدهاء :

دعاية الإفراط بالوحشية و القسوة ، بغية بث الرعب و الهلع و الفزع في قلوب الأعداء و الأصدقاء و الحلفاء على حد سواء و زعزعتهم نفسيا ومعنويا ، و الدهاء بمباغتة العدو المستهدف بسيارات و أحزمة ملغومة ، تمهيدا لاقتحام مواقعه ، طبعا زائدا وجود أحصنة طروادة داعشية على بعثية مركبة ، داخل تلك المواقع العسكرية و الأمنية ، لمساعدة عصابات داعش على الاقتحام هذه المواقع من الداخل ..

ولكن في مقابل هذا الدهاء الثعلبي و ذات بعد تاريخي وكموروث سياسي متواصل ، نجد السذاجة و انعدام روحية التحوط و الحذر واليقظة الشديدة ، بل عدم اتخاذ إجراءات وخطوات وقائية واستباقية لإحباط أية عملية مداهمة مفاجئة ، و ثم إلحاق الهزيمة بالعدو المداهم و المقتحم ..

مع العلم إن عصابات داعش تعيد وتكرر و بنفس الأسلوب تكتيكاتها " العسكرية " أي استخدام سيارات مفخخة و أجساد بهائم بشرية ملغومة في اقتحام أي موقع يستهدفونه ، وهو الأمر الذي كان يجب أن يدفع بقوات الأمن و الجيش إلى اتخاذ كل الإجراءات الأمنية الممكنة ، من ضمنها بناء خنادق ومواقع حصينة وعلى مسافات معينة حول المعسكر ، وبعدة دوائر و أسيجة و دفاعات أمنية شديدة التحصين و التخندق، مع وجوب استعدادات قتالية دائمة على أهبة الاستعداد و التهيؤ ، بحيث أن أي هجوم مباغت يجب و بالضرورة وفي كل الأحوال أن يمنى بالفشل ، أو ينتهي بخسارة قليلة جدا ، إلى جانب تشديد الجهد الاستخباراتي وتكثيفه لفرز الدواعش المندسين داخل هذه المواقع العسكرية و الأمنية و تحييدهم أو شل نشاطاتهم ، عبرعملية اعتقالهم أو إعدامهم ــ إذا ثُبت ذنبهم ــ ضمن عقد محاكمة ميدانية عسكرية فورية و سريعة للخلاص من هذه الجراثيم الداعشية المنتشرة بين البيئة الشبيهة بها بعض الشيء من حيث نمط التفكير و نهج التقتيل !..

ولكن لا شيئا من هذا القبيبل ..

لماذا يا ترى ؟! ..

بسبب البلادة المفرطة بالتوازي مع الخيانة المطوّطة علنا !!..

و من البديهي جدا أن يتغلب الدهاء على البلادة تاركا مزيدا من الضحايا و الخرائب و النوائب ..

غير إن هذه البلادة أخذت تملأ قلوبنا قيحا ، وتقطع حبال ما تبقى من صبرنا ، لكونها مهيمنة و راسخة ، كأنما إلى الأبد ! ، و لأننا لا ندري متى تزول هذه البلادة السياسية المضرة بمصالح العباد و البلاد ؟!..

  كتب بتأريخ :  الخميس 25-09-2014     عدد القراء :  2097       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced