أخترنا لكم ــ أحد الجنود المحاصرين العراقيين : \" لم أر قط خيانة كهذه \"
بقلم : مهدي قاسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

قد لا تحتاج هذه المقالة أدناه ـــ المترجمة عن صحيفة نيويورك تايمز ــ لا تحتاج إلى أي تعليق لما فيها من حقائق دامغة وواقائع مبكية و أليمة موجعة بالصميم ، لما آلت إليها حالة العراق من مآس و استسخاف بقدسية الحياة ، ومن عدم اكتراث حيال حياة البشر والتفرج عليها بلا مبالاة وهي تتعرض إلى سلسلة مذابح ومجازر متواصلة ، جراء مؤامرات و خيانات في منتهى الوقاحة والسفالة ، وقل نظيرها في العالم قديما وحديثا ،حتى ينصعق المرء وينذهل متسائلا : ـــ هل حقا إن هؤلاء المتأمرين و الخونة المتواطئين بشر وعراقيون أيضا إلى حد لا تهزهم صيحة استغاثة جنود محاصرين و هم يستغيثون بكل جوارحهم ومشاعرهم الدامية :" سنُذبح إذا لم يمدونا بالعتاد"... ؟!..

ولكن لا من مجيب و لا سميع !!..

لأن هؤلاء المسئولين السامعين للاستغاثة و غير المبالين لها ، وهم يعلمون في الوقت نفسه بأن هؤلاء الجنود عما قريب ستعرضون لمذبحة رهيبة ولا يحركون ساكنا ، نقول أن هؤلاء المسئولين الغير مبالين ليسوا لا ببشر و لا بعراقيين ، ونحن بدورنا لا ننتمي إليهم لا بشرا و لا عراقيين ، و سوف نبقى نحتقرهم ونزدريهم كخونة تافهين ، و سنطالب بمحاسبتهم بين حين و آخر حتى نجدهم خلف القضبان أذلاء ومحتقرين ..

و فيما يلي نص المقالة المترجمة :

(( .. روايات تكشف مواطن الخلل والتقصير .

هكذا خذلت القيادة العراقية جنودها في معركة البوعيثة في الأنبار

ترجمة عبدالاله مجيد

جنود عراقيون على خط المواجهة مع داعش في الأنبار .

جنود عراقيون على خط المواجهة مع داعش في الأنبار .

"سنُذبح إذا لم يمدونا بالعتاد"... هذه واحدة من نداءات الإستغاة الكثيرة التي أرسلها جنود وحدة عراقية في قرية من قرى الأنبار التي غزاها تنظيم داعش الارهابي، لكن القيادة العسكرية العراقية لم تفعل شيئا لنجدتهم.

عبدالإله مجيد من لندن: تمكن جنود الوحدة العراقية في احدى قرى محافظة الانبار من صد محاولات داعش اجتياح قاعدتهم طيلة ايام.

ولكنهم بعد نفاد ذخيرتهم وما لديهم من ماء وغذاء قرروا ان يأخذوا زمام الأمور بأيديهم فشرعوا يطلقون نداءات الاستغاثة عبر هواتفهم الخلوية متصلين بالقيادات العسكرية والأصدقاء وحتى بإحدى المنظمات الانسانية ان يفعلوا شيئا لانقاذ الوضع.

وقال العريف حسين ثامر ان رفاقه حذروا في نداءاتهم من "اننا سنُذبح إذا لم يمدونا بالعتاد ".

ولكن القيادة لم تستجب لنداءات الجنود والامدادات لم تصل وفي النهاية اضطر الجنود الى الانسحاب والفرار في هزيمة أخرى تتكبدها القوات الحكومية على أيدي داعش بعد أيام على اجتياحه معسكر الصقلاوية في محافظة الانبار ايضا ووقوع أكثر من 100 جندي في قبضته.

وكشفت افادات الجنود بشأن ما حدث في قاعدتهم خلال الأيام القليلة الماضية عددا من مواطن الخلل الخطيرة في الجيش العراقي.

وأكد الجنود ان هزيمتهم هذه المرة ليست بسبب انهيار المعنويات والتخاذل كما حدث في مدن مثل الموصل وتكريت ومدن اخرى عندما تبخر المدافعون عنها، بل ناجم عن ضعف مزمن في القدرات اللوجستية والاتصالات.

وقال العريف علي غازي هلال ان الجنود ما كانوا لينسحبوا من ارض المعركة لو توفر لهم العتاد. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن العريف هلال قوله "لم أر قط خيانة كهذه".

وامتنع المتحدثون باسم القيادة العسكرية في الانبار وفي بغداد عن الرد على طلبات التعليق.

وكانت الوحدة العراقية تتمركز في قرية البوعيثة جنوبي مدينة الرمادي.

وقال جنود من افراد الوحدة انه رصدوا مقاتلي داعش الذين كان بعضهم يستخدمون آليات غنموها من الجيش العراقي أول مرة في 20 ايلول/سبتمبر. وانذرهم مسلحو داعش بالقاء اسلحتهم مستخدمين مكبرات الصوت.

وكان الجنود العراقيون وقتذاك يعانون اصلا من نقص في العتاد والماء والطعام واتصل آمر القاعدة بقيادة العمليات محذرا من ان جنوده يحتاجون الى مزيد من الامدادات للصمود بوجه مسلحي داعش.

وقال العريف ثامر "كنا مستعدين للقتال". ولكن مسلحو داعش بدأوا هجومهم ولم تصل الامدادات.

وفي البداية ارسلوا انتحاريين لتفجير الحواجز التي اقامها الجيش ثم هاجموا المواقع الأمامية مستخدمين مدافع الهاون والقاذفات الصاروخية والرشاشات الثقيلة.

ولكن الجنود بقوا في مواقعهم ما عدا اولئك الذين كانوا يتمركزون على الخطوط الأمامية.

وطيلة هذا الوقت استمروا في طلب العتاد والتموين وكان يُقال لهم دائما انها في الطريق أو يتعذر إيصالها لأن الطريق المؤدي الى قرية البوعيثة مزروع بالعبوات الناسفة. وكان الجنود يأكلون التمر ويشربون من ماء الساقية القذر.

وقال العريف ثامر ان الجنود كان يخشون ان يلاقوا مصير الجنود في معسكر الصقلاوية.

وعندما استأنف مسلحو داعش هجومهم بضرواة أشد صباح الخميس 25 ايلول/سبتمبر لجأ الجنود الى هواتفهم الخلوية.

وظلوا يتصلون بكل من قد يكون له نفوذ أو علاقة، من قادة العمليات وضباط السلاح الجوي الى اعضاء البرلمان وشيوخ العشائر بل حتى الأصدقاء ليحاولوا من جهتهم.

ويتذكر العريف حسين علي انه رُبط بقائدين عسكريين قالا له انهما سيوفران ما يحتاجه الجنود ويرسلان اسنادا جويا "ولكنهما لم يفعلا".

وعندما يئس الجنود من وصول النجدة والامدادات الموعودة قرروا الانسحاب من مواقعهم. واسفرت المعركة عن مقتل 15 جنديا واصابة 40 آخرين.

انسحب الجنود مشياً على الاقدام مستخدمين ممرات زراعية لتفادي العبوات المزروعة الطريق الوحيد المتاح. وفي النهاية وصلوا الى موقع دفاعي بانتظار وصول تعزيزات.

وقال اللواء الركن احمد صداك قائد شرطة الانبار الذي وصل ومعه الامدادات ان قواته تمكنت من عزل مسلحي داعش ومنعهم من التقدم نحو الرمادي مركز المحافظة.

ولكنه اضاف ان القوات الأمنية لم تتمكن من شن هجوم مضاد حتى الآن بسبب العبوات المزروعة على الطريق. يضاف الى ذلك ان قواته تعاني من نقص في الذخيرة.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن اللواء صداك قوله "ليس لدينا الكثير من العتاد للأسلحة الثقيلة. انها مشكلة كبيرة، وفي كل مكان".

في ليل 26 ايلول/سبتمبر نُقل الجنود الذين كانوا محاصرين في قرية البوعيثة الى قاعدة في الرمادي.

وقال العريف علي ان جنوده كانوا مستعدين للقتال لو وفرت الحكومة ما يحتاجونه في ارض المعركة "ولكننا يوم أمس بكينا وبكينا".

  كتب بتأريخ :  السبت 27-09-2014     عدد القراء :  2019       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced