سوف لن يغفر التاريخ لقادة كورد المنطقة ، وهم يتفرجون على سكان مدينة كوباني وهم على وشك أن يتعرضوا أو ربما يتعرضون الآن لنفس مصير سكان سنجار من أعمال قتل و اغتصاب و سبي نساء و فتيات ، هذا ناهيك عن إعطاء فرصة لمكروبات داعش أن تسجل انتصارا جديدا ، في الوقت الذي ينتظر العالم هزيمة هذه العصابات المنحطة و تراجعها ـــ على الأقل ـــ بدلا من تقدمها الحثيث هنا و هناك في سوريا وهي تسجل انتصارات جديدة معيبة و مخجلة للبشرية جمعاء .
وهنا لا مهرب من أن نعبر عن استغرابنا من تواجد مئات آلاف من شباب الكورد في ألمانيا و نمسا و السويد و دنمارك و نرويج و غيرها من بلدان آخرى ، لا يتدافعون عند حدود هذه البلدان و الذهاب إلى سوريا و العراق من أجل الدفاع عن كوباني و سنجار ، في الوقت يعبر حدود تركيا يوميا عشرات من إسلاميين فاشيين و تكفيريين برابرة لمساندة عصابات داعش ، و القتال إلى جانبها في مداهمة مدن و بلدات الأقليات الدينية و المذهبية لغاية إبادة سكانها من الرجال و سبي نسائها و نهب ممتلكاتها ..
فالسؤال المشروع الذي يطرح نفسه هنا و في هذا المضمار و بإلحاح هو :
ـــ أين هي تلك الألوف من الشباب الكورد المتحمسين الذين كنا نراهم و نلتقي معهم في مناسبات و أعياد كوردية مختلفة حيث كلهم كانوا حماسا عاليا و عزيمة نارية متقدة ؟!..
أم أن الكورد أيضا قدأصبحوا مجرد ظاهرة صوتية وحماسية فارغة مثل العربان المتعاربة؟! .