حرب داحس و الغبراء بين الإدارة الأمريكية و عصابات داعش \" !!
بقلم : مهدي قاسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تصريح أوباما بخصوص استغراق مدة الحرب مع داعش لسنوات طويلة ، هو تعبير واضح و صريح عن نوايا خفية ومبيتة للإدارة الأمريكية ، لاستخدام عصابات داعش ذريعة لإطالة أمد الأزمة " الداعشية " في منطقة الشرق الأوسط و تحديدا في العراق و سوريا إلى ما لا نهاية ، لغاية تنشيط تجارة بيع الأسلحة الراكدة و الكاسدة في كبريات مصانع الأسلحة في الولايات المتحدة و كذلك في بلدان أوروبية أخرى ، و استغلال كل ذلك لإنعاش الاقتصاد الأمريكي ولا سيما الأوروبي من الركود الحالي ، إضافة إلى التصرف السياسي المطلق بمصير المنطقة حسبما تُريد و تُشاء الإدارة الأمريكية ..

وهو الأمر الذي يقوي و يدعم الانطباع السائد عند العديد من المحللين و المراقبين السياسيين و الناس العاديين والذاهب إلى الاعتقاد بأن عصابات داعش صناعة أمريكية محضة ، مثلما كان تنظيم " القاعدة " الإرهابي في بدايات تأسيسه تحت إشراف وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ..

و إلا فهل من المعقول أن تُعصى مجموعات من قطاع طرق و عصابات من شذاذ أفاق مقملين وذي سلوك بدائي و متوحش على الإدارة الأمريكية قوة و عنجهية و استهتارا و تجبرها على خوض حرب طويلة الأمد مع هذه العصابات ـــ مثلما يؤكد أوباوما و غيره من مسئولين سياسيين وجنرلات أمريكيين ـــ في الوقت الذي تمكنت فيه الإدارة الأمريكية بقيادة الجمهوريين ــ إسقاط أعتى و أقوى نظام ديكتاتوري بجيشه المليوني الجرار و المدجج بكل أنواع الأسلحة ، كالنظام العراقي السابق في غضون بضعة أيام فقط ؟!!..

أم إن الإدارة الأمريكية ترى في عصابات داعش أفضل فرصة سانحة في استغلالها ، لجعل المنطقة مثل رقعة شطرنج بيد اللاعب الأمريكي البارع و الماهر و الخبيث ، لتلعب في المنطقة على ــ شاطي باطي ــ و هواها ومزاجها ومتطلبات مصالحها الأمنية و الإستراتيجية و الاقتصادية ، دون أن يهمها سقوط عشرات آلاف من المدنيين العزل الجدد و تشريد الملايين الآخرى من أسر الأقليات الدينية والمذهبية و القومية الهاربة من أمام فظائع عصابات داعش و جرائمها الرهيبة و المرعبة ؟!..

ولكن إذا استرجعنا جرائم وكالة المخابرات الأمريكية ، و بمباركة الإدارات الأمريكية السابقة و المرتكبة بكل وحشية ، في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية من خلال تشكيل تنظيمات فاشية و يمينية في منتهى القسوة و الضراوةو استخدامها ضد كل من يعترض على السياسة الأمريكية هناك ، فسوف لن نستغرب من استغلال إدارة أوباما لعصابات داعش في تمديد الأزمة الراهنة إلى أجل طويل جدا ، وما ينجم عن ذلك من مآس وفجائع و معاناة و جرائم قتل و ذبح و سبي للنساء ، على يد عصابات داعش في مهجامتها المتواصلة للمدن و البلدات و القرى هنا وهناك ، في كل من العراق و سوريا ، و ربما غيرها من بلدان آخرى ..

المهم هو إعادة العمل و الإنتاج إلى الشركات المختصة بصناعة الأسلحة وتنشيط عملية بيع الأسلحة لملوك وأمراء الخليج بعشرات مليارات من الدولارات ، وما عدا ذلك فليس ذات أهمية تذكر بالنسبة للإدارة الأمريكية التي عندها قيمة كل صاروخ أمريكي تعادل قيمة مائة إنسان في منطقة الشرق الأوسط ، طبعا ما عدا إسرائيل ....

  كتب بتأريخ :  الخميس 09-10-2014     عدد القراء :  1992       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced