قسوة داعشية استثنائية بماركة عراقية مميزة للتصدير
بقلم : مهدي قاسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

اتفق الرأي العام العالمي على أن تنظيم " القاعدة " يعتبر من أقسى التنظيمات وحشية و بربرية على الإطلاق في عصرنا الراهن ، لما تميز به هذا التنظيم الإرهابي من أعمال وحشية في منتهى الشدة و القسوة و الضراوة السادية على صعيد قطع الرؤوس و الفتك الوحشي بالضحايا..

غير إن هذا الاعتقاد سرعان ما تفاجئ بعصابات داعش بإنها أخذت تفوق على أمها المجرمة " القاعدة " بجنون القسوة وفنون الوحشية قل مثيلها في العالم ، اللهم إلا في أفلام الرعب و الإثارة المفزِعة و المجمدة للدماء في العروق ..

فالإنسان المعاصر لم يشاهد قط على أرض الواقع رؤوسا مقطوعة ومدماة ، وهي مبثوثة فوق أعمدة و نتؤات أسيجة حديدية ، مثلما شاهدها في إحدى البلدات السورية ، وهي رؤوس مقطوعة لجنود سوريين افتخرت عصابات داعش بقطعها و استعراضها أمام الملأ ، كإنجاز داعشي مميز ، إضافة إلى إعدام أطفال صغار ، وهي جرائم في منتهى البشاعة ، قادرة هذه العصابات على ارتكابها بغية إرعاب العالم و أفزاع الناس باسم الإسلام ، و سعيا منها لتحقيق تعاليم و روح الإسلام ، على صعيد معاقبة " المشركين و الكفار " و سبي نساءهم و نهب و مصادرة ممتلكاتهم على هدي أسلافهم الأوائل ، و اعتبارها غنائم حرب و فتوحات !!..

إلا أن الشيء الوحيد الذي لم يثر انتباه الناس هو أن قساوة ووحشية عصابات داعش الاستثنائية ، ذات صلة عراقية بحتة في مرجعيتها ومنسوبيتها ، ليس فقط لكون زعيم هذه العصابات و "خليفة المسلمين "الحالي أبو بكر إبراهيم البغدادي عراقي الأصل و الفصل ، إنما لكون غالبية قادة عصابات داعش هم من ضباط سابقين خدموا في أجهزة المخابرات و الأمن و فيالق الجيش العراقي * هذا ناهيك عن فدائيي صدام المتمرسين على قطع الرؤوس والذين سبق لهم أن قطعوا رؤوس نساء و بنات اتهمن بفساد الأخلاق وبممارسة العهر و الدعارة ، و بأمر من عدي نفسه الذي كان يخطف البنات من الشوارع و الجامعات و يغتصبهن بالإجبار و الإكراه ، ليقتل قسما منهن و تزويج بعض آخر لمن شاء من جلاوزته الغلاظ ..

إذن فأن فظاعة قطع الرؤوس و التفنن بالأنواع المختلفة للوحشية والبربرية المثيرة للقرف الاشمئزاز : كفظائع مثرمة بشرية إلى أحواض تزاب و رمي معارضين في أقفاص أسود و نمور جائعة بغية نهشهم و افتراسهم أحياء ، زائدا عمليات تعذيب رهيبة ، فكل هذه القسوة والوحشية ، فما هي في حقيقة الأمر سوى ميراث حافل لفاشية البعثيين الذين وجدوا الآن في عصابات داعش فرصة مناسبة لمواصلة وحشيتهم و قسوتهم من حيث انتهوا بعد سقوط نظامهم الدموي ، بعدما أصبحوا يشّغلون مواقع أمامية و متقدمة في قيادة عصابات داعش..

هامش ذات صلة :

ضباط بعثيون يديرون "دولة " عصابات داعش الإسلامية .

( نشرت صحيفة الشرق الأوسط تقريراً جاء فيه: يقف خلف إدارة ما يسمى بـ”دولة الخلافة” ونجاح عملياتها بعثيون كانوا ضباطا في الجيش العراقي السابق الذي أمر بحله بول بريمر الحاكم الأميركي للعراق بعد الإطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين. ويرفض الكثير من شيوخ العشائر السنية وأعضاء في حزب البعث،الجناح الذي يتزعمه عزة إبراهيم الدوري، وضباط سابقون في الجيش العراقي إسناد الانتصارات التي حققتها داعش إلى هذا التنظيم الإسلامي فقط، بل وحسب ما يؤكد مسؤول في حزب البعث بأن “ما تحقق وما يتحقق من انتصارات على الأرض نتجت عنها السيطرة على محافظة نينوى وأجزاء كبيرة من محافظة صلاح الدين هو نتيجة مشاركتنا وأبناء العشائر وضباط الجيش العراقي السابق”، وقال: «أستطيع القول إننا بالفعل عند مشارف بغداد وننتظر ساعة الصفر لدخول العاصمة العراقية».

وقال الرفيق أبو لؤي (كما قدم نفسه) لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، أمس: «نحن الآن في مجمع القصور الرئاسية، وأعني قصور الشهيد أبو عدي (الرئيس الراحل صدام حسين)، وندير عملياتنا اللوجيستية من هنا، وما يقال عن سيطرة قوات المالكي على تكريت مجرد أكاذيب إعلامية، كما أن ناحية العلم والعوجة والدور، مسقط رأس عزة الدوري نائب صدام سابقا، تحت سيطرتنا»، مشيرا إلى أن «فصائل المجاهدين من حزب البعث وضباط الجيش العراقي (السابق) وأبناء العشائر نقاتل مع (داعش) لتحقيق أهدافنا، وهي إسقاط نظام نوري المالكي، وتحرير العراق من الوجود الأجنبي».

وأضاف المسؤول البعثي قائلا إن «فصائلنا يقودها مباشرة الرفيق المجاهد عزة الدوري، الأمين العام للقيادتين القطرية والقومية لحزب البعث، وهو موجود هنا في العراق، ونتلقى تعليماته مباشرة”، منبها إلى أن «غالبية مقاتلينا هم من ضباط الجيش العراقي الأكفاء، الذين حققوا النصر على إيران في حربنا البطولية ضدها (1980 – 1988) ويتمتعون بخبرات عالية في شتى الصنوف العسكرية”.

وعن علاقتهم بما يسمى بدولة الخلافة التي أعلن عنها أبو عمر البغدادي الجمعة الماضية، قال أبو لؤي إن «أبو عمر البغدادي مجاهد عراقي غيور على بلده ويريد تحرير العراق من الوجود الأميركي والإيراني، وهذه أهدافنا بالضبط، إذ إن إيران هي التي تحكم العراق اليوم من خلال عميلها المالكي وأعوانه}، مشيرا إلى أن «نظام الحكم المقبل سيختاره العراقيون».

وفيما إذا سيخضع العراقيون لحكم خلافة البغدادي قال المسؤول البعثي: «عندما نحرر العراق من النظام الحالي والوجود الإيراني والأميركي، ومن أذناب الاحتلال، سيكون لكل حادث حديث )

  كتب بتأريخ :  الجمعة 10-10-2014     عدد القراء :  2352       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced