يجب اعتبار حلفاء داعش مجرمي الحرب ضد الإنسانية
بقلم : مهدي قاسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

حاول البعثيون و أزلام النظام السابق حتى الآن تبرير تحالفهم و تعاونهم مع عصابات داعش و اعتباره كرد فعل على عملية " التهميش " التي مارستها ـــ حسب زعمهم ـــ حكومة المالكي " الشيعية " السابقة ضد سكان المناطق الغربية بدوافع طائفية و ثأرية مسبقة * ، على الأقل هذا ما رددوه حتى الآن تعبيرا عن مظلوميتهم ، غير إن جرائم عصابات داعش الرهيبة التي طالت مكوّنات و أقليات عراقية دينية ومذهبية و عرقية أخرى ، قد فضحت مزاعم هؤلاء المتحالفين مع عصابات داعش و أحرجتهم تماما ، ولكن دون أن تثنيهم هذه الفضيحة المدوية و العار التاريخي عن التراجع عن هذا التحالف و وقف أشكال و أنواع التعاون و التنسيق مع عصابات داعش ، بل إن أعدادا كبيرة من سكان محليين هنا و هناك ، ممن محسوبين على أتباع النظام السابق وجلهم من البعثيين لا زالوا يشكلون الطابور الخامس و العيون التجسسية و الأيدي الإجرامية الضاربة لعصابات داعش و الظهير القوي و المساند لها ، في مداهمات المدن و البلدات و القرى العراقية والسيطرة عليها وضرب مؤسسات و دوائر الدولة و قتل عناصر الأجهزة الأمنية من رجال الشرطة و حفظ الأمن و الإيغال بالتنكيل المريع بالأقليات الدينية و الطائفية والعرقية ، قتلا عشوائيا ، و قطعا للرؤوس ، و سبيا للنساء ، و نهبا للممتلكات ، و إغراقا للمدن و الأحياء السكنية بالمياه من خلال التحكم بأمر السدود و التلاعب بمجرى مياهها بهدف إغراق بيوت السكان و تخريب مزارعهم و ضرعهم و تشريدهم إلى أصقاع و ديار بعيدة عن مناطق سكناهم ..

وضمن هذا السياق فلم تترك عصابات داعش جريمة دنيئة ووضيعة خسيسة و مثيرة للقرف و الاشمئزاز ( وهي جرائم ماثلة للعيان لا تُعد ولا تُحصى بسبب كثرتها ) إلا و ارتكبتها هذه العصابات الهمجية بحق مئات ألوف من أسر ، ومدنيين عُزل ، بسبب انتمائهم الديني و المذهبي أو القومي فحسب ، و بعد كل هذا فممن يصرّون ــ من سكان محليين ـــ على أن يكونوا عونا و حليفا و طهيرا مساندا لهذه العصابات الإجرامية ، فيجب أن يعاملوا كمجرمي الحرب ضد الإنسانية و أن يسحقوا بدون أي رحمة أو رأفة ، فمن المؤكد أن عصابات داعش ستزول عاجلا أم آجلا ، لتنتهي كنفايات مرمية في قمامة التاريخ ، لكون نهجها و أفكارها ضد منطق العصر و نهج الإنسانية السمحاء ، ولكن أعوانها و حلفائها يجب أن يعاملوا ـــ مثلما النازيين ـــ كفضائح عار تاريخية وبكل احتقار و ازدراء ، و أن يُحاسبوا كأي مجرمي حرب ضد الإنسانية لينالوا عقابهم العادل ، و بعيدا عن أية مساومات أو مصالحات أو " مسالخات " وطنية و تسويات سياسية من نوع عفا الله عما مضى !!..

لأن ذريعة القتال إلى جانب عصابات داعش بحجة محاربة " الروافض " و النفوذ الإيراني في العراق لم تُعد مقنعة حتى للسذج و البلهاء ، ناهيك عن العقلاء ، بعد أن طالت مخالب و سكاكين عصابات داعش الأقليات العراقية من التركمان الشيعة و المسيحيين و الأيزديين والشبك و باقي الكورد من العراقيين و السوريين على حد سواء ، و الذين لم يكن لهم لا ناقة ولا جمل في الصراع المذهبي ــ السني ــ الشيعي الذي هو دافعه الأساسي الصراع على السلطة و الامتيازات ، أكثر مما هو صراع مذهبي بين بسطاء وعامة الناس من العراقيين ..

فمن الآن فصاعدا يجب أن يُضرب و بكل قوة و بطش و بدون أية رحمة أو رأفة ، كل من يتحول إلى عين تجسسية لعصابات داعش أو إلى وسيلة خدمة و مناصرة لهذه العصابات الإجرامية على صعيد القتل و الاغتصاب و سبي للنساء أو نهبا للمال و الممتلكات و تسببا في حالات التهجير و النزوح القسريين و إحداث معاناة فظيعة لملايين من الناس المسالمين و الأبرياء..

  كتب بتأريخ :  الأحد 12-10-2014     عدد القراء :  2079       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced