التغيير كفضيحة
بقلم : عبد المنعم الاعسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لا أحد يراهن على نهاية قريبة للصراع (الدوامة) في سوريا. هذا لا يتصل بالتفاؤل او التشاؤم في النظر الى المشهد السوري الحالي الذي شاء ان يتداخل في سلسلة من الصراعات والحروب والمصالح، شديدة التعقيد، لعل ابرزها الحرب على الارهاب في نسخته الجديدة باسم داعش، بحيث تجد الدول التي تحاربها انها تقف جنبا الى جنب مع النظام السوري الذي تسعى الى الاطاحة به، بل تكتشف انها في ضرب مفاصل الجماعات الارهابية على الاراضي السورية انما تشد من عضد الرئيس الاسد وتطيل في عمر نظامه.

ليس هذا فحسب، فان الحرب السورية المنزلقة الى حرب الارهاب تسلط الضوء على الخلافات والصراعات الخفية بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وتدفع الى الواجهة شكاوى متبادلة بين الطرفين، فضلا عن مؤشرات على التنافر العميق والمضطرد في مجالات التعبئة العسكرية واتجاهات النظر الى طبيعة الحكم المقترح لسوريا، وليس من دون مغزى ان يوجه وزير الخارجية الامريكية ملامات الى كل من تركيا والامارات والسعودية عن “نفاقها” في الحرب على داعش.

بل ان القضية السورية سرعان ما وجدت نفسها في ساحة الحرب على بلدة كوباني الكردية، ليتعرف العالم من خلال ذلك على تعقيد جديد لهذه القضية ذي صلة باوضاع الكرد في هذه البلاد التي انكر نظامها وجودهم وحقوقهم، الامر الذي لم يستطع الآن وفي المستقبل نكرانه، فيما يبدي هذا النظام ارتياحا لفظيا لمقاومة سكان البلدة لعصابات المهاجمين الارهابيين، ولم تتوقف تداعيات كوباني عند هذا الحد بل انها فتحت ملفا موازيا لايقل تعقيدا وحساسية يتمثل في موقف حكومة اردوغان التركية من الوجود الكردي، ومدى وفائها للتعهدات السابقة باحترام حقوق الكرد، والمهم ان مصير سوريا ارتبط ايضا بالترتيبات الدولية والاقليمية ذات الصلة بحق تقرير المصير للكرد في الشرق الاوسط.

وفيما تقدم تركيا سياسات ومواقف تتسم بالاضطراب والتناقض مع الحقائق الجديدة للحرب على الارهاب وعلى سوريا، ويشهد الخطاب الرسمي التركي غيابا واضحا للتناسق في الاولويات وفروض التحالف الدولي، فان الحلفاء الخليجيين لم يكونوا في افضل حال من تركيا، بين التزامات الحرب على داعش وملازم الحرب على النظام السوري، ولو تتبعنا الرسائل الاعلامية والدبلوماسية للعواصم الخليجية في هذا الصدد فاننا سنكتشف تخبطا لا اسم مناسب له غير الفضيحة، لتضاف الى سلسلة الفضائح التي تتناسل عن فضائح جديدة، على مدار الساعة.

وصعود داعش الى المعادلة الامنية والسياسية الاقليمية والدولية يعد فضيحة بحد ذاته.

“لا يجب استعمال كل من المعرفة والحطب إلا بعد أن يتم تجفيفهما".

اوليفر وندل هولمز

  كتب بتأريخ :  الإثنين 13-10-2014     عدد القراء :  1983       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced