ضمان الأمن عند حزام بغداد غير ضامن لأمن بغداد !
بقلم : مهدي قاسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

عندما يريد القدر أن يلعن شعبا ، أو يعاقب قوما ، يفرض عليهم قادة و زعماء هزلين و رثين وفي منتهى البلادة و الأنانية ، مثل بعض قادة العراق ما بعد الانهيار ، الذين يمكن أن يُقال عنهم أي شيء ما عدا أن يكونوا قادة و زعماء حريصين على سلامة و أمن بلدهم و مواطنيهم ..

هذه الأفكار غالبا ما تخطر على بال العديد من العراقيين ، سيما في مثل هذه الأيام الحرجة و العصيبة ، حيث أصبحت حياة العراقيين ولا سيما أمن عاصمتهم بغداد على محك خطير من حيث التهديد المباشر بعد اقتراب عصابات داعش و حلفائهم من مشارف بغداد و على بعد عشرات كليومترات فقط بعد سقوط مناطق عديدة من الأنبار بيد عصابات داعش ..

و هذا يعني بكل وضوح بأن المزاعم القائلة بأن أمن بغداد مضمون و مكفول من خلال ضمان الأمن في حزام بغداد ، إنما هي مزاعم مضللة ، تضر بأمن المواطنين أكثر مما تفيدهم أو ترفع من معنوياتهم و من حيث تخلق عندهم شعورا بأمن و أمان زائفين و خادعين و تقلل من جاهزيتهم واستعداداتهم القتالية دفاعا عن النفس على الأقل..

فكارثة السقوط الوشيك و المتوقع لمناطق الأنبار سوف تعني بأن بغداد ستكون تحت مرمى مدافع و صواريخ و قذائف عصابات داعش و أعوانها البعثيين ، زائدا كثرة سياراتهم و أحزمتهم و بهائمهم المفخخة التي تحيل أحياء بغداد إلى جحيم يومي ..

فهذا ما لا يريد فهمه و استيعابه بعض القادة و الزعماء غير المكترثين واللامبالين قطعا ، على الرغم من إن أمن بغداد ــ و مثلما أسلفنا ـــ بات مهددا تهديدا خطيرا ومعها ستتعرض حياة الملايين من البغداديين و أعراضهم و ممتلكاتهم للهتم و الفتك و الانتهاك المزري و الرهيب ..

ولكن حتى الحمير كانت ستدرك بأن أمن بغداد الحقيقي كان سيبدأ من لحظة طرد عصابات داعش من الفلوجة و من سائر مناطق الأنبار ، وليس بترك هذه العصابات المغولية الإجرامية الجديدة ترسخ مواقعها و تتقوى و تنمو زاحفة ، متقدمة ، مجحفلة لتصل إلى مشارف و مداخل بغداد ..

ولكن المذهل و الصاعق في الأمر ، أنه على الرغم من اقترب عصابات داعش و صواريخهم و مدافعهم من تخوم بغداد فأن هؤلاء القادة البائسين و الفاشلين لا زالوا يتصرفون و كأن أمن بغداد بألف خير و سلام ، بدلا من القيام بتهيئة المواطنين القادرين على حمل السلاح و تدريبهم على وسائل و أساليب القتال و حرب الشوارع دفاعا عن حرمة عاصمتهم و أعراضهم و سلامة حياتهم كأضعف الأيمان..

  كتب بتأريخ :  الإثنين 13-10-2014     عدد القراء :  1983       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced