قراءة في مرسوم جمهوري
بقلم : علي فهد ياسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

أصدر الرئيس فؤاد معصوم اليوم المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين ( رئيس مجلس الوزراء ونوابه والوزراء ) ، كما جاء في بيان لرئاسة الجمهورية تلقته وكالات الأنباء ونُشر في الموقع الرسمي للرئاسة والمواقع الألكترونية الأخرى ، دون الأشارة الى ( رقمه ) ولم يبدء بعبارة ( بأسم الشعب ) المعتادة في صياغة المراسيم في العراق وغالبية بلدان العالم ، ليس هذا فقط ، أنما تضمن  تواريخاً لاتنسجم مع دلالاتها ، وهو يمثل تعيين أرفع مناصب السلطة التنفيذية في البلاد ، ناهيك عن أعتماد قواعد مختلفة للتعريف بأسماء المعنيين بالمرسوم ، في سابقة تحتاج الى تفسير .

لقد تضمن المرسوم ستة فقرات ، كان نص الفقرة السادسة هو :

(  سادساً : يُنفذ هذا المرسوم من تأريخ صدوره في 8/9/2014 ، ويُنشر في الجريدة الرسمية )

ويُختم بعبارة ( كُتب ببغداد في اليوم الثامن والعشرين من شهر ذو الحجة لسنة 1435 هجرية الموافق لليوم الثاني والعشرين من شهر تشرين الأول 2014 ميلادية ) ! ، أي أن المرسوم كان صادراً قبل أن يُكتب ! ، وأذا كان القصد في الصياغة من تأريخ التكليف ، فأن التكليف لايعني التعيين حتى تتم مصادقة مجلس النواب عليه ، أذ يجوز حسب الدستور أن يخفق المكلف خلال الثلاثين يوماً المقررة في أختياره لطاقم الحكومة ، ممايتطلب تكليف غيره ، أضاف الى أن المرسوم كما ورد في نصه ، كُتب في الثاني والعشرين من أكتوبر ، فكيف يُنفذ قبل كتابته ؟ !.

الأمر المهم الآخر هو أن الأسماء الواردة في المرسوم لم يُتبع في كتابتها سياق واحد ، فقد جاءت بعضها بأسم الشخص واسم أبيه وجده ولقبه ، والبعض الآخر بأسم الشخص ولقبه فقط ، وآخرين بأسمائهم وأسماء آبائهم وأجدادهم دون الالقاب ، وهو أسلوب غير مفهوم ولايستخدم في موضوع تعريف الأفراد أمام المؤسسات والدوائر العراقية ، فكيف يتم استخدامه في مرسوم رئاسي يخص تشكيل الحكومة كان يُفترض أن تثبت الأسماء فيه بسياق واحد  ؟!.

لقد أعتاد المواطن العراقي على الأخطاء المختلفة في الصياغات والتفاسير الخاطئة للقوانين والتعليمات خلال مراجعاته للدوائر الحكومية خلال العقد الأخير ، وهناك الكثير من الأمثلة الغريبة في هذا السياق ، ربما يصل الأمر فيها الى أن لكل عراقي مثاله الصادم ولوعته من جحيم مراجعة الدوائر الحكومية ، وهي نتيجة طبيعية لضعف مستويات الكفاءة الوظيفية للأعداد الكبيرة من الموظفين الذين تم تعيينهم بأساليب غير قانونية على حساب الكفاءات التي لاتنتمي لأحزاب السلطة والمتنفذين في الوزارات الموزعة بنظام المحاصصة ، لكن أن يصل الأمر الى أعلى هرم تمثله الرئاسة العراقية فان ذلك غير مقبول تحت أية ظروف ، فالرئاسات وباقي مؤسسات الدولة القيادية يجب أن تكون الطواقم الأدارية فيها على مستوى أهميتها ورمزيتها ، وأن تعرف ماذا يعني المرسوم الجمهوري وكيف يجب أن تُصاغ ديباجته ومحتواه وتُضبط لغته كي تستقيم دلالاته وتُفهم غاياته ويستحق مكانة ومسؤولية غاياته .

  كتب بتأريخ :  الإثنين 03-11-2014     عدد القراء :  2205       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced