فضائية الشرقية الغوبلزية : كبوق داعشي .. تبرر المجازر ضد ألبو نمر
بقلم : مهدي قاسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تمشيا مع سياستها الإعلامية البعثية المعروفة بولائها الأبدي لأزلام النظام السابق ، و تسويقها الخبيث و التبريري الدائمين للعمليات الإرهابية على أنها مجرد رد فعل على قمع المليشيات " الشيعية " لأهل السنة و تهميشهم!!، وضمن هذه السياسة الإعلامية المنحازة دوما لصالح الإرهاب في العراق حاولت هذه الفضائية المشبوهة والملعونة بخبثها الإعلامي الطائفي المسموم للقلوب و العقول ـــ فحاولت خلال اليومين الماضيين تصويرالمجازر البشعة التي ارتكبتها عصابات داعش الإجرامية بحق أبناء عشيرة ألبو نمر ، على أنها جاءت كرد فعل انتقامي وتأديبي و ذلك ردا على تشكيل أبناء هذه العشيرة صحوات متعاونة مع الحكومة السابقة ، لتخلق انطباعا عند المشاهد ـــ سيما المشاهد " السني العراقي و العربي على حد سواء" ـــ مفاده بإن هؤلاء الضحايا يستحقون مصيرهم لأنهم قد قُتلوا على يد عصابات داعش بسبب انتمائهم لصحوات كانت تتعاون مع الحكومة السابقة ، فحسب ؟!!..

و ليس لسبب أخر ..

إذن ( وفقا للانطباع أو الإيحاءالذي تحاول فضائية الشرقية إعطاؤه للمشاهد ) فثمة سبب و دافع موجودان خلف إقدام عصابات داعش على ارتكاب المجازر ضد أبناء عشيرة البونمر و السبب هو إنضمام قسم من أبناء هذه العشيرة إلى صحوات سابقة في عهد الحكومة " الشيعية " السابقة و رفضها للإرهاب " القاعدي " ، فهذا هو السبب و الدافع الوحيدين اللذين تحاول هذه الفضائية تسويقها للمشاهدين ، و ليس بسبب كون أبناء هذه العشيرة ـــ و ذات النزعة الوطنية و المتسامية فوق الطائفية ـــ قد رفضوا تقديم خضوع الولاء المطلق والطاعة العمياء لهذه العصابات الإجرامية الخسيسة ، بل و أكثر من ذلك قد رفضوا اساسا الانجراف الأعمى و الهستيري في جرائم عصابات داعش البربرية المقرفة ، مثلما فعلت عشائر آخرى كعشيرتي ألبو ناصر و ألبو فرج ـــ على سبيل المثال ـــ من خلال ضلوعها البربري المباشر في ارتكاب مجزرة سبايكر الرهيبة ..

و بطبيعة الحال إن الغاية الواضحة و الكامنة خلف صياغة الخبر الإعلامي و المقصود بهذه الصورة المضللة و المحتوى الغوبلزي الخبيث ، هو السعي أصلا لتخفيف من الصدمة النفسية و نسبة الغضب والنقمة ، بل و التقليل من نسبة السخط والاستنكار العارمة و المضطرمة في قلوب بعض من " أهل السنة " ضد عصابات داعش بسبب إقدامها على قتل أبناء " السنة " من عشيرة البونمر ، هذا من ناحية ، و لكن الأهم ، لكي لا تؤثر هذه المجازر على الشارع " السني " سلبيا و تمردا ضد عصابات داعش الإجرامية ، حتى تبقى غالبية عشائر الأنبار و صلاح الدين و الموصل متحالفة مع عصابات داعش من ناحية آخرى ..

فمن المعروف بإن غالبية عناصر داعش الإجرامية في العراق هم من أزلام و أتباع النظام البعثي السابق : ضباطا عسكريين و أجهزة مخابرات و استخبارات و فدائيي صدام ، و غيرهم من البعثيين العقائديين و الانتهازيين على حد سواء ، و كذلك الأمر بالمتعاونين و المتحالفين الآخرين معها ، و هم أصلا من سكان محليين موالين للنظام السابق و الذين تستعين بهم عصابات داعش للتنكيل بأبناء المكوّنات العراقية الآخرى أثناء الهجوم و المداهمات قتلا ، و ذبحا ، واغتصابا ، و سبيا للنساء ، و نهبا للممتلكات ، و إمعانا بالتهجير و النزوح الإجباريين لملايين من الأسر العراقية المسالمة ..

، فمن هنا حرص فضائية " الشرقية " على التقليل من نقمة الشارع " السني " ضد عصابات داعش المرتكبة للمجازر بحق أبناء عشيرة ألبونمر من خلال إثارة موضوع الصحوات ، و ذلك لكي يبقى التحالف الداعشي ــ البعثي ــ العشائري متينا و قويا إلى أطول مدة ممكنة ، و حثيثا متواصلا لاجتثاث أبناء المكوّنات العراقية الآخرى ..

ففضائية " الشرقية " حالها كحال قناة " بغداد " الأخوانجية السلفية المتدعشة و غيرها المتماثلة قلبا و قالبا من هذا القبيل ، تحارب إلى جانب داعش بكل إصرار و استماتة ، ولكن في جبهة الإعلام الأخطر تأثيرا وتسميما و تخريبا للنفوس والقلوب ..

  كتب بتأريخ :  الإثنين 03-11-2014     عدد القراء :  2220       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced