بغداد وعبعوب وعسف الزمان
بقلم : جمعه عبد الله
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

مرت على بغداد الذكرى مرور 1248 عاماً على تأسيسها وبناءها , لتكون مدينة السلام والمحبة والتعايش , المدينة العلم والثقافة والادب والابداع الفني . فقد اشتهرت بهذا الثوب الناصع , بامتياز يحسد عليها , فكانت مفخرة المدن العربية بشموخ وكبرياء , لكنها الان متشحة بالسواد والحزن والكآبة والاهمال , فلم تعد عروس العلم الثقافة والادب والجمال , ولم تعد مدينة التطوروالعمران والاعمار والمشاريع الخدمية , حيث اصابها الخراب في كل مفاصلها , وباتت مدينة مهجورة ومهملة في كل النواحي , تراكم اكوام النفايات والاوساخ والفضلات , واحتلت الشوارع والازقة والساحات , فقد توقفت المشاريع الخدمية والعمرانية مباهج التجميل والتنسيق والتنظيم , فقد اصابتها العنوسة والشيخوخة , الشوارع المزدحمة في فوضى عارمة ,ليس لها مثيل حتى في افقر مدينة في العالم , حيث الشوارع ممتلئة بالسدود والحواجز الكونكريتية التي تقطع وتسد جوانبها , والحفر موجودة ومنتشرة في كل مكان , صارت مرتع للبرك الاسنة التي تبعث الروائح الكريهة والعفنة , يتلاعب بها والبعوض والذباب والحشرات , مدينة ملوثة بالسموم وموبوءة بالهواء الفاسد . تطفح فيها مياه الامطار في فصل الشتاء وتصل الى حد الفيضانات , نتيجة الاهمال والتقصير في الصيانة , في خطوط المجاري , مدينة ينتشر فيا السكراب وتلال من الاتربة , مدينة مقززة لساكنها ومن يعيش فيها يشعر بالاختناق والضوضاء والازدحام والسكن العشوائي , حيث التقصير الكبير في الخدمات البلدية الضرورية والمطلوبة . لهذا يتساءل المرء بغضب وسخط . اين ذهبت المليارات المخصصة لخدمات بغداد ؟ اين امانة العاصمة ؟ ام دورها تحول ان تكون ( خيال الماته ) نتيجة الفساد المالي والاداري والرشوة , مدينة اصبحت تعوي بها الكلاب السائبة والاتربة والغبار , لماذا حكم عليها القدر بهذا الاهمال المفجع , لماذا غابت عنها المسؤولية ؟ , مدينة نزعت عنها عنوة ثوب الجمال والخضرة والتنسيق والجمال . لقد كانت بغداد مفخرة بالذوق الفني والمعماري , وحتى كانت محسودة من المدن العربية , فقد كان كل زائر مسؤول عربي رفيع , يتمنى ان تكون عاصمته بجمال بغداد . اما الان فبغداد اصابتها الكارثة في كل المقاييس , مدينة حرم عليها المشاريع والعمران والتطور والاصلاح المطلوب ؟ كأن القدر حكم عليها ان تلبس ثوب الخراب والفوضى والاهمال , تلعب بها عواصف الاتربة والغبار بين فترة واخرى , اضافة الى السيارات المفخفخة , التي تحصد الابرياء بالقتل العشوائي , اصبحت مدينة الجريمة والارهاب والخوف . فقدت رونقة شبابها وتسير الآن شيخوختها بهذا الاهمال الظالم والقاسي , فلم تعد تلك العاشقة التي يتبارى لودها العاشقين والمحبين , هكذا سيطرت عليها العنوسة والاهمال , في زمن الفاسدين

  كتب بتأريخ :  الأحد 16-11-2014     عدد القراء :  2262       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced